عقد مجلس الشورى، اليوم، جلسته الأسبوعية العادية، في "قاعة تميم بن حمد"، بمقر المجلس، برئاسة سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس.
وفي بداية الجلسة، تلا سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة الأمين العام لمجلس الشورى جدول الأعمال، وتم التصديق على محضر الجلسة السابقة.
وتلبية لدعوة من سعادة رئيس المجلس، حضرت الجلسة سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، وعدد من المختصين بالوزارة، لعرض جهود الوزارة في مجال تقديم الرعاية الصحية، وجهودها في سبيل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة، وأهم المنجزات في هذا الجانب.
ورحب سعادة رئيس مجلس الشورى وأصحاب السعادة الأعضاء بسعادة وزيرة الصحة العامة، مثمنين الجهود التي بذلتها الوزارة في سبيل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة، والسعي لتقديم خدمات صحية متكاملة وذات جودة عالية.
بدورها قدمت سعادة وزير الصحة العامة عرضًا تناول أبرز القضايا الصحية والخدمات الطبية التي تقدمها الدولة للمواطنين، والخطط المستقبلية للقطاع الصحي، إلى جانب أبرز التحديات التي تواجهه.
واستعرضت سعادتها إنجازات الوزارة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي شهدها العالم جراء تفشي جائحة كوفيد -19، إلى جانب الرد على جميع الملاحظات والاستفسارات التي طرحها أعضاء المجلس.
وفي بداية العرض، أكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، أن النظام الصحي لدولة قطر يتحلى بالقوة وبمستوى عال وعالمي من الجودة والمهنية، وذلك بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وأضافت سعادتها بأن وزارة الصحة العامة تعمل مع شركائها في القطاع الصحي، على تحسين صحة المجتمع القطري وفق استراتيجياتها الصحية التي تهدف إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، من خلال مرافقها الطبية المزودة بأحدث التقنيات الحديثة والمتطورة، والتوسع في تلك المرافق في مختلف أرجاء الدولة وتزويدها بكفاءات مهنية متخصصة في مختلف المجالات.
وبيّنت سعادتها، أن القطاع الصحي حقق العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي، حيث استطاع القطاع من تنفيذ استراتيجية ناجحة لمكافحة كوفيد-19، والحد من تعطيل الحياة، كما نجحت في إدارة وتنفيذ استراتيجية صحية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث قدمت خدماتها لأكثر من 50 ألف مريض في 100 موقع.
وأشارت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، إلى عدد من المبادرات التطويرية ومنها، إطلاق المرحلة الأولى من نظام التأمين الصحي، مع تطبيق التأمين الصحي الإلزامي للزوار.
وأشارت إلى اتخاذ عدد من الإجراءات لمعالجة مشكلة تأخير المواعيد الطبية، عبر تغيير سياسة حجز المواعيد، وإنشاء إدارة للمواعيد في كل مستشفى.
وخلال العرض، نوهت سعادتها، إلى حصول وزارة الصحة العامة على العديد من الاعتمادات الدولية، والمراكز المتقدمة في مجال تقديم الخدمات الصحية.
وبيّنت سعادتها، أن العمل يجري حاليًا لإطلاق الاستراتيجية الوطنية الثالثة للصحة خلال هذا العام، بعد اكتمال الاستراتيجية الثانية بنجاح وتحقيق أكثر من 90 بالمئة من مخرجاتها، على الرغم من الصعوبات التي شهدتها الأعوام الماضية جراء أزمة كوفيد- 19.
واستعرضت سعادتها خلال جلسة مجلس الشورى، المشاريع المستقبلية للقطاع الصحي، والتي تشتمل على العديد من المشاريع التي تصب في صالح المواطنين والمقيمين.
وضمن مداخلاتهم، ثمّن أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، دور وزارة الصحة العامة وجهودها المبذولة، مؤكدين حرص المجلس على دعم تلك الجهود للرقي بالقطاع الصحي للدولة بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وتركزت مداخلات السادة أعضاء المجلس، على ضرورة حل مشكلة تأخير المواعيد الطبية، والتي تُفاقم من معاناة المرضى، وتؤثر على جودة العلاج المقدم لهم، وتضطرهم أحيانًا إلى اللجوء للمستشفيات الخاصة لتجنب قوائم الانتظار الطويلة.
كما عرّج السادة الأعضاء، إلى موضوع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، لافتين إلى ضرورة زيادة عدد الأسرة في المستشفيات لاستيعاب الحالات المرضية دون تأخير.
وفي الإطار ذاته، طالب أعضاء مجلس الشورى بضرورة تطوير المنشآت الصحية الخارجية والتوسع في تقديم الخدمات بها، بحيث تشمل كافة الخدمات التي تقدمها المنشآت الرئيسية.
كما طالب أصحاب السعادة أعضاء المجلس، بضرورة إيلاء أقسام الطوارئ في المستشفيات مزيدًا من الاهتمام، مشيرين إلى ضرورة أن يواكب تطوير وتوسيع الخدمات الصحية الزيادة الكبيرة في أعداد السكان، وأن يتوافق ذلك مع رؤية قطر الوطنية 2030 في القطاع الصحي.
وتساءل أعضاء مجلس الشورى عن خطط وزارة الصحة لرفد النظام الصحي بكوادر وطنية مؤهلة من أطباء وممرضين وفنيين، داعين إلى ضرورة التنسيق مع المؤسسات التعليمية لتوجيه الشباب من الجنسين لدراسة التخصصات المطلوبة في القطاع الصحي واستقطابهم للعمل فيها. مؤكدين على ضرورة الاستغلال الأمثل للموارد المالية.
وضمن هذا السياق، أشار أعضاء المجلس، إلى أن الدولة قامت بتخصيص موازنات ضخمة لقطاع الصحة، الأمر الذي ينبغي أن ينعكس على الخدمات الصحية المقدمة، وأن تكون ذات جودة تتناسب مع الإمكانات التي توفرها الدولة، داعين إلى ضرورة سرعة الانتهاء من التأمين الصحي للمواطنين.
وفي الرد على ملاحظات واستفسارات الأعضاء، أوضحت سعادة الوزيرة كافة الخطوات التي تتخذها الوزارة لتجاوز الإشكاليات التي تم طرحها، مؤكدة اهتمام الوزارة بكافة الملاحظات والمقترحات والتصورات التي أبداها أعضاء المجلس، مبينة أن الوزارة ستأخذها بعين الاعتبار.
وضمن هذا السياق، أشارت سعادتها إلى ما توليه الوزارة من اهتمام بالمراكز الخارجية عبر إضافة العيادات التخصصية، والعمل على تقليل فترة انتظار المرضى في الطوارئ، والتركيز على الكوادر الطبية المحلية واستقطابها، والاهتمام بالخدمات المقدمة لمرضى التوحد، وتعزيز خدمات الصحة النفسية.
وفي ختام العرض، أعرب سعادة رئيس مجلس الشورى، باسمه وباسم إخوانه أعضاء المجلس، عن فائق الشكر والتقدير إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، لما يوليه سموه من اهتمام كبير بالقطاع الصحي، منوهًا إلى أن البلاد شهدت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، بجانب التوسع الكبير في تقديم الخدمات الصحية المتكاملة، وتوفير الميزانيات اللازمة لإقامة المشاريع الصحية وتوسعة المرافق القائمة.
وثمّن سعادته جهود وزارة الصحة العامة أثناء جائحة كوفيد – 19، مما كان له أثر ملموس في السيطرة على هذا الوباء الذي أصاب العالم، بجانب جهودها أثناء إقامة بطولة كأس العالم والتي أثنى بها الجميع.
وأكد سعادته، حرص المجلس على دعم الوزارة وتقديم كل ما يلزم لتحقيق أهدافها في توفير رعاية صحية متكاملة تتماشى مع خطط البلاد في النهوض بكافة القطاعات وتحقيق التنمية المستدامة، بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى "حفظه الله".