أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى، على اهتمام دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، بتعميق الشراكات وفتح آفاق جديدة للعلاقات بين دولة قطر والدول الشقيقة والصديقة والتجمعات الإقليمية والدولية وخاصة الدول والمنظمات الأفريقية من أجل بناء علاقات استراتيجية راسخة تقوم على مبدأ التعاون البناء لخدمة المصالح المشتركة.
وقال إن هذا الاهتمام يأتي نظرا لما يجمع بين دولة قطر والدول الأفريقية من قواسم مشتركة عديدة في مختلف المجالات وهو ما يزيد حماسنا وسعينا للانضمام کعضو مراقب في الاتحاد البرلماني الإفريقي لإدراكنا بعمق الروابط التاريخية والمصالح المشتركة المتمثلة في دعم قضايا التحرر والتنمية وروابط الأخوة وحسن الجوار، واستتباب الأمن في منطقتنا، والمصير المشترك لشعوبنا.
وأضاف سعادته في كلمة ألقاها في المؤتمر الثاني والأربعين لرؤساء الجمعيات البرلمانية الوطنية للاتحاد الافريقي، أن دولة قطر تنظر إلى القارة الافريقية على أنها قارة واعدة تمتلك المقومات الأساسية لتحقيق مستقبل أفضل بما لديها من إمكانات اقتصادية وإنتاجية واستهلاكية ضخمة، حيث إن عائد الاستثمار في القارة يعد من المعدلات الأعلى عالميا مما يؤهلها لتصبح أهم دعائم النمو العالمي، ويجعلها أبرز وجهة لأنشطة الاستثمار طويل الأجل لما تتمتع به من موارد وأسس اقتصادية قوية مثل تنوع ووفرة الثروات الطبيعية، ووجود رقعة زراعية كبيرة غير مستغلة.
وأشار إلى أنه من هذا المنطلق فإن دولة قطر تنادي بدراسة الأولويات، وسبل التغلب على التحديات، وبحث آفاق التعاون وتشجيع الاستثمارات المشتركة مع الدول الأفريقية بما يتيح فرص العمل لأبناء القارة الواعدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشدد سعادته على أن علاقة دولة قطر بدول القارة الافريقية ستظل تتطور إلى آفاق أرحب لتغطي مجالات أوسع لما فيه خير المنطقة واستقرارها.
وأفاد سعادة رئيس مجلس الشورى بأن دولة قطر بفضل الله وبفضل حرص قيادتها تمكنت من تعزيز علاقاتها بدول القارة وإقامة شراكات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع العديد من هذه الدول، كما ساهم حراكها الدبلوماسي من خلال الوساطات والمساعي الحميدة، في حل بعض النزاعات الأفريقية الأفريقية بين دول القارة وبعض النزاعات المحلية داخل هذه الدول، كما واصلت جهودها في دعم القضايا الافريقية في المحافل الإقليمية والدولية وقدمت الدعم للعديد من دول القارة في أوقات المحن والشدة الناشئة عن النزاعات والكوارث الطبيعية.
وقال إن دولة قطر تمتلك رؤية شاملة للأمن في المنطقة لأنها تعتبر أن أمنها يشكل جزءا لا يتجزأ من أمن المنطقة، حيث تقوم هذه الرؤية على أن التطرف وأعمال العنف والنزاعات والحروب والهجرات إنما تنجم في المقام الأول عن غياب فرص العمل والفقر وتفشي الجهل بين فئة الشباب مما يجعلهم عرضة لجميع أشكال الإغراءات الشريرة من قبل المنظمات الإجرامية.
وأضاف أنه ولهذا فإن دولة قطر ظلت تنادي بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية ضد هذه الظواهر في المنطقة وذلك من خلال الاستثمار في مشروعات تنموية بها عن طريق تقديم الدعم المباشر، ومبادرات توفير فرص العمل للشباب باعتبارهم عماد المستقبل، وكذلك بقيام دولة قطر بالمساهمة بمبلغ مائة مليون دولار في الأمم المتحدة لمساعدة الدول في مواجهة آثار التغير المناخي ومنها بعض دول القارة الأفريقية.
وأشار إلى أنه في إطار هذه المبادرات الوقائية الإنسانية فقد وجه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، بإنشاء صندوق برعاية الاتحاد الأفريقي لتغطية تكاليف إجلاء المهاجرين الأفارقة غير النظاميين الموجودين في ليبيا إلى بلدانهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم المحلية نظرا لسوء المعاملة وتردي الظروف المعيشية والصحية التي يعاني منها المهاجرون.
وقال "نأمل أن تكون هذه المبادرة نموذجا للدول الأخرى للوقوف مع الاتحاد الأفريقي لحل هذه القضية، بالإضافة إلى قيام دولة قطر بالمشاريع الأخرى التي وجه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، بتنفيذها والتي تهدف إلى توفير فرص التعليم في مناطق النزاعات، ومشاريع الإنعاش وإعادة الإعمار في المناطق التي تأثرت بالحروب كما هو الحال في دارفور".
وقال سعادة رئيس مجلس الشورى "إن البرلمانيين بدورهم مطالبون بالمساهمة الفعالة في توفير الأمن والسلم لشعوبنا من خلال التعاون البرلماني الوثيق بشأن سن وتطوير التشريعات الضرورية التي تكفل التصدي للتهديدات الأمنية ومنها مكافحة الجريمة المنظمة والفساد، والاتجار غير المشروع في الأسلحة والبشر وغسيل الأموال وأعمال العنف وغيرها من المهددات، وهذا هو الدور الذي تنتظره شعوبنا من برلماناتها".
وكان سعادته قد عبر في بداية كلمته عن شكره لجمهورية جيبوتي الشقيقة رئيسا وبرلمانا وشعبا ولدولة السيد عبدالقادر كامل رئيس مجلس الوزراء وممثل فخامة رئيس الجمهورية، ولسعادة السيد محمد علي حُمد رئيس مجلس النواب الجيبوتي على استضافتهم لهذه الاجتماعات، وعلى حسن الاستقبال والوفادة والتنظيم، كما عبر عن شكره لسعادة السيد الحسن بالا ساكندي رئيس اللجنة التنفيذية، رئيس الاتحاد البرلماني الإفريقي، رئيس الجمعية الوطنية في جمهورية بوركينافاسو.