شارك مجلس الشورى في اللقاء التشاوري الحادي عشر لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، والذي عُقد في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، على مدار يومين، تحت عنوان "تعزيز العمل البرلماني المشترك لدول الجنوب من أجل مواجهة الرهانات التنموية والتحديات التكنولوجية والبيئية".
مثل مجلس الشورى في اللقاء سعادة السيد سعد بن أحمد المسند، وسعادة السيد خالد بن عباس كمال العمادي، عضوا المجلس.
وركز الملتقى على تعزيز التعاون والشراكات بين دول الجنوب لمواجهة التحديات التنموية المشتركة، خاصةً فيما يتعلق بالاستثمار المستدام والتكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، الذي يسهم في تحسين جودة الحياة والتعليم والرعاية الصحية. كما ركز المشاركون على موضوع مواجهة التصحر وتآكل التربة باعتبارهما من أخطر القضايا البيئية، ودعوا إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحتهما من خلال حماية الموارد الطبيعية وتطوير استراتيجيات فعالة. بالإضافة إلى ذلك، تناول الملتقى أهمية تعزيز الوسائل التكنولوجية الحديثة لمكافحة التحديات البيئية والاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للملتقى، أكد سعادة العضو سعد بن أحمد المسند على الدور الريادي الذي تلعبه دولة قطر في دعم التعاون بين دول الجنوب، مشيرًا إلى حجم استثمارات قطر في هذه المناطق والمساعدات الإنمائية التي تقدمها، سواء في الظروف العادية أو في أوقات الكوارث.
وأشار سعادته إلى حرص البلاد على استضافة مؤتمرات الأمم المتحدة الهامة، منها مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً الذي عُقد في الدوحة، حيث قدمت خلاله دولة قطر مساهمة مالية قدرها 60 مليون دولار.
ولفت سعادة العضو المسند إلى أهمية الدور الذي تلعبه برلمانات الدول في سن التشريعات التي تسهل إبرام اتفاقيات التعاون، وفي الرقابة على تنفيذ المشاريع المشتركة بين دول الجنوب، مشددًا على ضرورة تخصيص الميزانيات الكافية لهذه المشاريع.
وأضاف أن البرلمانات يمكنها من خلال الدبلوماسية البرلمانية، ومن خلال التعاون مع بعثاتها في دول الجنوب، استكشاف فرص التعاون وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات. كما اقترح إعداد نموذج اتفاقية تعاون إطارية بين المجالس التشريعية لتحديد آليات تطبيق التعاون الثنائي أو الجماعي في مختلف المجالات.
من جهة أخرى تطرق سعادة العضو خالد بن عباس كمال العمادي في مداخلته خلال مناقشة موضوع "دول الجنوب والذكاء الاصطناعي: التحديات والفرص"، إلى أهمية الذكاء الاصطناعي وتطوره ليصبح قادراً على التعلم والتحليل والتنبؤ بشكل مستقل عن البشر.
وأشار سعادته إلى الفوائد الكبيرة التي جنتها البشرية من الذكاء الاصطناعي في المجالات العلمية، والصحية، والاقتصادية، وغيرها من المجالات، محذرًا من المخاطر المحتملة لسوء استغلال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، خاصة في الفضاء السيبراني.
ولفت سعادته إلى أن غياب قانون دولي ينظم استخدام هذه التقنيات قد يشكل تهديداً للأمن والسلام الدوليين، مشددًا على ضرورة التعاون الدولي للاستفادة من هذه التقنيات بشكل آمن ومستدام.
وعلى هامش أعمال اللقاء البرلماني اجتمع وفد المجلس مع كل من، سعادة السيد النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين المغربي ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في افريقيا والعالم العربي، وسعادة السيد عبدالواسع يوسف علي، الأمين العام للرابطة، وسعادة السيد كوينتليانو اوبيانج نكولو نشاما، عمدة مدينة مالابو بجمهورية غينيا الاستوائية، وسعادة السيدة تيريزا إيفوا أسانجونو، رئيسة مجلس الشيوخ في غينيا الاستوائية، حيث جرى خلال تلك الاجتماعات استعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بتعزيز التعاون البرلماني، كما تم التطرق لأهم الموضوعات التي ناقشها اللقاء.