The Shura Council State of Qatar

أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى، على الدور الحيوي الذي تلعبه النساء البرلمانيات في تطوير وتنفيذ ومراقبة التشريعات والسياسات والاستراتيجيات لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف.

جاء ذلك في كلمة سعادتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي السادس للنساء البرلمانيات، الذي تستضيفه الدوحة بتنظيم من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته "مقره الدوحة"، بالتعاون مع مجلس الشورى، وبحضور سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى وعدد من أصحاب السعادة الأعضاء، وبمشاركة واسعة لممثلي البرلمانات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية.

ورفعت سعادتها، أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" لدعمه ورعايته للعمل البرلماني في البلاد.


وتطرقت سعادتها ضمن حديثها، إلى استضافة دولة قطر لمكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، بهدف توحيد وتنسيق جهود البرلمانات في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ومنعه.
وأشادت بالجهود الكبيرة التي يبذلها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المعني بالمشاركة البرلمانية، مشيدة بعلاقات التعاون والتنسيق المتميزة بين المكتب ومجلس الشورى. 

وأكدت أن المكتب وفر منصة للتنسيق بين جهود البرلمانات بشأن تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وغيرها من القرارات ذات الصلة بالإرهاب، إلى جانب تقديمه للمساعدة التقنية ودعم بناء القدرات للبرلمانيين في جهودهم لمنع ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

وفي سياق متصل، لفتت سعادتها إلى اعتماد دولة قطر للدبلوماسية الوقائية في منع الحروب والنزاعات، وقيامها بالتوسط وبذل المساعي الحميدة لتحقيق الحل السلمي للعديد من النزاعات الإقليمية.

ونوهت سعادتها بنجاح تلك الاستراتيجية، الأمر الذي تجسد في مساعي البلاد الفاعلة والمشهودة، الرامية إلى وقف العدوان على غزة. 

وأضافت قائلة "تقديراً للدور الاستراتيجي للدبلوماسية الوقائية سبق لدولة قطر أن اقترحت عقد مؤتمر دولي حول الدبلوماسية الوقائية، وأكدت استعدادها لاستضافته، وذلك لما لتلك الآلية من دور مهم، حيث أن المجتمع الدولي يواجه تحديات لا تقر بالحوار كوسيلة ملزمة لحل الخلافات، مما يمثل تهديدًا حقيقيًا للسلم والأمن الدوليين، ويضع الأمم المتحدة أمام اختبار صعب لنجاحها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين".

وفي إطار حديثها عن موضوع المؤتمر، أشارت سعادتها بدور البرلمانيات في توفير الأمن والسلام العالمي "بفضل مشاركتهن الفعالة وحماسهن"، مؤكدة على ضرورة وضع أطر واستراتيجيات لتنفيذ توصيات المؤتمرات النسائية البرلمانية، داعية إلى إصلاح أجهزة الأمم المتحدة المعنية بتحقيق السلام، وخاصة مجلس الأمن الدولي، لتحقيق العدالة ومنع الحروب والنزاعات.
وفي سياق ذي صلة، أكدت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، أن غياب دور المنظمات الدولية المنوط بها حفظ الأمن والسلم الدوليين، يدفع الشباب للانضمام إلى حواضن الإرهاب لدى الجماعات المتطرفة، واعتناق الأفكار والمذاهب التي تنتهج العنف لرد الظلم. 

ودعت المجتمعون، إلى بحث سبل وقف انتهاكات حقوق الإنسان، والمجازر التي يرتكبها الكيان المحتل في غزة، "حتى لا يفقد الشباب ثقتهم في الأنظمة والقوانين الدولية التي تعنى بتحقيق الأمن والسلم الدوليين".

وأوضحت الدكتورة السليطي، أن الإرهاب يعتبر آفة كل عصر، وهو قرين الظلم وغياب الأمن والعدالة، لافته إلى أن البشرية ظلت تعاني بشكل كبير من موجات التطرف التي تتكرر مع توفر الظروف الملائمة والبيئة الحاضنة لهذا الإرهاب، ومن فقر وجهل ونزاعات وحروب أهلية واضطهاد للأقليات ونعرات عرقية وطائفية وازدراء الأديان. 
وأشارت في هذا الجانب، إلى أن الكيان المحتل دأب منذ سبعة عقود على انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، مما قاد المنطقة إلى عدم استقرار وزيادة الخلاف والشقاق.

وشددت سعادة الدكتورة حمدة السليطي، على أهمية الدور الوقائي الذي تضطلع به البرلمانيات في تربية النشء، والعمل مع الضحايا من النساء اللاتي انخرطن في أعمال إرهابية.

وأكدت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، على تقدير المجلس للاهتمام البرلماني بالقضايا والتهديدات الإقليمية والدولية التي يشكلها الإرهاب، وإدراكه لحجم الأضرار والآثار التدميرية التي يسببها الإرهاب والتطرف العنيف، خاصة على النساء والأطفال، لافتة إلى أن مثل هذه القضايا تستدعي بذل جهود مضاعفة من البرلمانات والمنظمات الدولية، باعتبارها ممثلة الشعوب والمعبرة عن آلام وآمال الضحايا.

وشددت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، على أن اهتمام دولة قطر بتحقيق الأمن والسلم في العالم نابع من مبادئها الراسخة وسياساتها الثابتة، والتي تعلي من شأن الإنسان وتؤكد على حرمة ماله وعرضه ودمه. 

وفيما يتعلق بدور البرلمانيين، أكدت سعادتها على أن البرلمانيين يمتلكون الأدوات اللازمة للوقاية والمكافحة، مما يمكنهم من منع وقوع الإرهاب ومعالجة آثاره. وأشارت إلى قدرة البرلمانات على سن التشريعات الإجرائية والوقائية ومراقبة تنفيذها، بالإضافة إلى التأثير في تخصيص الموارد لمواجهة الإرهاب.

ودعت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، البرلمانيات، إلى استخدام وسائل الإعلام لتوضيح خطورة الإرهاب وخطاب الكراهية والتطرف، وتشجيع الوئام المجتمعي، والعمل على كبح جماح وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر خطاب الكراهية وتزرع الفتن. كما أكدت على أهمية تعزيز المشاركة الشعبية وإدماج منظمات المجتمع المدني في جهود مكافحة الإرهاب.

وفي ختام كلمتها، أكدت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى على أن الثقة بالمرأة، خاصة البرلمانية، له أسس وشواهد قوية، تؤكد نجاحها في دورها كمربية، ومؤسسة لأسرة متماسكة، ومساهمة في العمل الطوعي، وناشطة إعلامية، وداعية للإصلاح، وكبرلمانية فعالة ورائدة في مكافحة الإرهاب والتطرف.

ودعت سعادتها المؤتمر، إلى الخروج بتوصية تطالب بوقف العدوان وانتهاكات حقوق الإنسان، خصوصًا ضد النساء والفتيات والأطفال في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أكدت على ضرورة أن يكون للمنظمات الدولية دور فعال ومؤثر في تحقيق هذا الهدف.

وتطلعت سعادتها، إلى أن يخرج المؤتمر بتوصيات ومخرجات واستراتيجية تنفيذية، تساهم في تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف والوقاية من أثارهما، وتعمل على حفظ الأمن والسلم الدوليين.

ويتناول المؤتمر على مدى يومين، جهود مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف من مختلف الجوانب، من خلال تناول القضايا الرئيسية المتعلقة بتعريفات مكافحة الإرهاب، والظروف المساعدة على انتشاره، ودوافع التطرف العنيف، وأدوار النساء والرجال في الجماعات المتطرفة. 

وسيناقش المشاركون دور البرلمانيين في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مع التركيز على التشريعات والسياسات والاستراتيجيات اللازمة وضمان مواءمتها مع الأطر القانونية الدولية والوطنية. 
كما ستركز الجلسات على مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، مع استعراض التحديات وكيفية التغلب عليها، ومناقشة زيادة تمثيل المرأة البرلمانية في لجان الأمن والدفاع النيابية.
 
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز مشاركة النساء البرلمانيات في صياغة وتنفيذ السياسات والتشريعات، وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين البرلمانيات من مختلف الدول، وتعزيز التوعية والتعليم حول أهمية دور المرأة في مكافحة الإرهاب، وتطوير استراتيجيات شاملة ومستدامة لمكافحة الإرهاب، وتشجيع البحث والدراسات المتعلقة بدور النساء في هذا المجال، وتقديم توصيات لتطوير التشريعات والسياسات الوطنية والدولية لضمان فعالية الجهود المبذولة.