أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، على إيمان دولة بأهمية المرأة كركيزة أساسية في التنمية المستدامة والحفاظ على القيم الأسرية والتقاليد الثقافية، والهوية الوطنية.
وأوضحت سعادتها في جلسة نقاشية ضمن أعمال المنتدى النسائي الأوراسي الرابع المنعقد في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، وتطرقت لدور المرأة في تنمية ثقافة وتقاليد الشعوب الأصلية، أن دور المرأة في الحفاظ على الهوية الثقافية يعتبر جزءًا لا يتجزأ من مساعي التنمية الشاملة، "حيث تُعتبر المرأة حاملة للغة والثقافة وأسلوب الحياة التقليدي، وتنقل هذه القيم للأجيال القادمة".
وأشارت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى إلى التجارب التي أظهرت أن النساء في الشعوب الأصيلة يلعبن دورًا حيويًا في حماية التراث الثقافي والحفاظ على النظم البيئية الفريدة في مجتمعاتهن. وفي هذا السياق، قالت سعادتها "تولي دولة قطر اهتمامًا كبيرًا بدعم النساء في هذه المجتمعات من خلال تمكينهن اقتصاديًا واجتماعيًا وتعزيز قدراتهن القيادية، مع ضمان توفير بيئة تحترم التراث الثقافي وتدعمه".
وفيما يتعلق بتحقيق التوازن بين التنمية الصناعية والحفاظ على أساليب الحياة التقليدية، أكدت الدكتورة حمدة السليطي أن الحل يكمن في تبني استراتيجيات شاملة تأخذ في الاعتبار احتياجات التنمية الحديثة دون المساس بالهوية الثقافية والتراث. وأشارت إلى أن رؤية قطر في هذا المجال تتمحور حول ضرورة تعزيز الحوار بين القطاعات الحكومية والمجتمعات المحلية لضمان توافق المشاريع التنموية مع القيم التقليدية.
وحول الممارسات التي يمكن تكرارها في بلدان أخرى، لفتت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى إلى أن البرامج التعليمية والمناهج الدراسية وتطوير برامج لتمكين النساء في القيادة والمشاريع الريادية يمكن أن يسهم في تعزيز فرص العمل لهن ودعم جهود التنمية المستدامة. وشددت على ضرورة أن تكون هذه البرامج متجذرة في الثقافة المحلية وتعزز من دور المرأة كمحافظة على التراث والهوية الوطنية وكقائدة في تنمية المجتمعات المحلية.
وفي ختام مداخلتها، أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي أن دولة قطر ملتزمة بدعم المبادرات التي تحافظ على التنوع الثقافي وحماية حقوق الشعوب، مع تمكين المرأة لتكون شريكًا فاعلاً في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على التراث.
وركزت الجلسة على التحديات التي تواجه المرأة في عدد من المجتمعات بسبب العولمة والتغيرات الجيوسياسية. وتحديات الحفاظ على المعارف التقليدية، ودور النساء في نقل هذه القيم وحماية النظم البيئية والثقافات المميزة، ودورهن في تحقيق التوازن بين التطور الصناعي والحفاظ على التراث الثقافي.
من جهة أخرى شاركت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى في اجتماع طاولة مستديرة عقد ضمن أعمال المنتدى تحت عنوان "المرأة في الواقع الاقتصادي الجديد: التكنولوجيا والابتكار"، وتناول دور المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتها وفرصها في سوق العمل، مع التركيز على كيفية الاستفادة من هذه التكنولوجيا والتعامل مع التحديات المرتبطة بها.
وضمن هذا السياق أكدت سعادة الدكتورة حمدة السليطي على أهمية إشراك المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي، "الذي يشكل مستقبل الاقتصاد العالمي". وأشارت إلى أن دولة قطر اتخذت خطوات جادة لتعزيز التكنولوجيا والابتكار، مع التركيز على تمكين المرأة لتكون جزءاً فعالاً في بناء هذا المستقبل.
ونوهت إلى مبادرات قطر لدعم المرأة في مجالات التكنولوجيا، مشيرةً إلى أن المرأة تمتلك رؤى فريدة في التعامل مع قضايا الذكاء الاصطناعي، مما يوازن بين الابتكار والمسؤولية الأخلاقية. وأشارت إلى استضافة الدوحة لقمة الويب، التي تُعد أكبر مؤتمر في قطاع التكنولوجيا، والتي شهدت مشاركة مميزة من النساء، مما يعكس دور المرأة القطرية البارز في هذا المجال.
وتطرقت سعادة الدكتورة حمدة السليطي إلى المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي على النساء في سوق العمل، مؤكدةً ضرورة تطوير سياسات تسهم في أن يكون تقدم الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية والحفاظ على حقوق الجميع، بما في ذلك النساء.
ويسعى المنتدى النسائي الأوراسي، الذي يختتم أعماله غدًا الجمعة، إلى تعزيز الحوار والتعاون بين النساء من مختلف الدول الأوراسية، عبر التركيز على تعزيز دور المرأة في مجالات السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والتنمية المستدامة، مع تبادل الخبرات والأفكار حول التحديات التي تواجه النساء. كما يهدف إلى دعم تمكين المرأة من خلال مناقشة السياسات والبرامج التي تعزز دورها القيادي، وتشجيع التنوع والمساواة في مختلف القطاعات.