أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى على الدور المحوري للتعليم في تعزيز مكانة المرأة في قطر، مشيرة إلى أن تلك الجهود أسهمت في تمكين المرأة القطرية من المشاركة بفاعلية في القضايا الإنسانية المحلية والعالمية. وأشارت إلى أهمية المبادرات التي أطلقتها دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، والمساهمة الفعّالة للمرأة القطرية في جهود السلام، لا سيما الدور الرائد الذي تلعبه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، في توفير التعليم للأطفال في مناطق النزاع.
جاء ذلك في كلمة سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى النسائي الأوراسي الرابع الذي انطلقت أعماله اليوم في مدينة سانت بطرسبرغ بحضور فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، تحت عنوان " المرأة من أجل تعزيز الثقة والتعاون العالمي"، ويستمر ثلاثة أيام.
ولفتت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى إلى الوضع المأساوي الذي تعانيه المرأة الفلسطينية في غزة وبقية الأراضي المحتلة، والتي تتعرض لأبشع الجرائم الإنسانية من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وشددت على أن جهود النساء في بناء واستدامة السلام لن تحقق أهدافها ما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة لاستصدار قانون دولي ملزم يجرّم العنف ويحاسب مرتكبي جرائم الحرب. كما دعت إلى تقديم الدعم المستحق للنساء الفلسطينيات، وضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وخاصة النساء والأطفال.
كما دعت سعادة الدكتورة حمدة السليطي في كلمتها خلال الجلسة إلى التضامن مع المرأة الفلسطينية ووقف حرب الإبادة في غزة، مؤكدة أن حفظ النفس من أهم القيم الإنسانية. وأشارت إلى خطورة محاولات تغيير أسس التعليم في المجتمعات، التي يسعى من خلالها أعداء الأمم إلى توجيه الأجيال القادمة نحو ثقافتهم وأهدافهم.
وأشارت إلى أهمية تعزيز جهود تمكين المرأة في عمليات السلام، منوهة إلى أن النساء من أكثر فئات المجتمع تضرراً من غياب السلام وانتشار الحروب. ولفتت في هذا الجانب إلى أن التنظيمات النسائية ملتزمة بإشراك المرأة في جهود الأمم المتحدة في مجال الأمن والسلام. كما دعت الحضور إلى مطالبة الأمم المتحدة بإصدار وثيقة دولية تجرم اللجوء للعنف وتلزم الوسطاء بإشراك المرأة في جميع مراحل بناء السلام.
وفي ختام كلمتها، دعت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى إلى تكثيف الجهود المشتركة في دعم السلام والتعاون الدولي، مؤكدة أن تحقيق السلام وحمايته من خلال قوانين دولية نافذة هو ضمان لسعادة الإنسان، وخاصة المرأة في جميع أنحاء العالم.
ويركز المنتدى على دور المرأة في تعزيز السلام والتعاون العالمي، والحفاظ على التقاليد والتنوع الثقافي، وتطوير التكنولوجيا والابتكارات، وتعزيز مجتمع صحي وتحقيق الرفاهية الاجتماعية.
وكانت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى قد شاركت في جلسة ضمن أعمال المنتدى عقدت تحت عنوان "المهمة الإنسانية للمرأة: التجربة العالمية وآفاق التعاون"، وركزت على دور المرأة في التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القيم الإنسانية، مع التركيز على الحفاظ على الحياة، وتنمية القدرات البشرية، وحماية صحة المرأة والطفل، واستخدام التعاون الاجتماعي والسياسي لتعزيز القيم المشتركة.
وأكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي في مداخلة خلال الجلسة أن التعليم يُعد أحد أهم مصادر تشكيل الثقافة والقيم الإنسانية، مشيرة إلى الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في توجيه وتطوير مدارك النشء، وخاصة النساء، في عصر الفضاء المفتوح الذي أتاح فرص التعليم عبر الإنترنت بشكل أوسع.
وأشارت سعادتها ضمن هذا السياق إلى دور المرأة القطرية، مؤكدة أنها نجحت في إثبات نفسها كشريك فعّال في القضايا الإنسانية، وذلك عبر الاستفادة من الفرص المتكافئة للتعليم، مما أسهم في أن تقدم المرأة القطرية نماذج مشرقة في هذا المجال.
وشددت الدكتورة حمدة على أهمية غرس القيم الإنسانية الفاضلة، مثل التسامح والتعايش والحوار السلمي، واحترام الآخرين، لضمان توافق الفرد مع الفطرة السوية التي أقرّتها الشرائع السماوية. وأكدت أن هذه القيم تُشكل أساس العمل المشترك بين النساء في العالم عبر المنظمات النسائية ومنابرها التي تدعو للسلام والعدالة وحفظ الكون من التغير المناخي.