أكّد مجلس الشورى أن عجز المجتمع الدولي عن إلزام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالالتزام بالقوانين وقرارات الشرعية الدولية هو خطر يهدد الأمن والسلم الدوليين.
جاء ذلك في كلمة افتتاحية ألقاها سعادة السيد عبد الله بن ناصر بن تركي السبيعي، عضو مجلس الشورى، نائب رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، عضو هيئة مكتب البرلمان، خلال ترؤسه لوفد مجلس الشورى المشارك في الدورة الثامنة عشر للجمعية العامة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، التي انطلقت أعمالها اليوم في مدينة براغا بالجمهورية البرتغالية، وتستمر لمدة يومين.
وأشار سعادته في كلمته إلى التصعيد الإسرائيلي الخطير، في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وصولاً إلى مدينة رفح، مبدياً أسفه إلى أنه "كلما سنحت الفرصة لوقف هذه الحرب الشعواء على غزة، نجد الجانب الإسرائيلي يتمادى في تعنته ورفضه لإيقافها، وكان آخرها مقترح الوسطاء القطريين والمصريين الذي وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس".
كما أكد سعادته على أن دولة قطر في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، دعمت كل مساعي السلام والجهود المبذولة الرامية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مضيفاً: "ولا زلنا نعتقد أن إحلال السلام ممكن طالما كان عادلاً ومستداماً، يعيد الحق للشعب الفلسطيني ويضمن قيام دولته المستقلة في حدودها التي كانت عليها في الرابع من يونيو عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية".
ونوه سعادته إلى إيمان دولة قطر بالحوار كسبيل لحل المشكلات والخلافات بين الدول وبين الفرقاء والحركات المتنازعة داخل الدولة الواحدة. وفي هذا الإطار، نجحت قطر في حل كثير من الخلافات والنزاعات بين الفرقاء وبين الدول، ولا تزال تبذل الجهود المضنية للتوصل لحل لكثير من الصراعات الإقليمية والدولية، وبوجه خاص لوقف العدوان على غزة.
وفي سياق آخر، تطرق سعادة العضو عبدالله السبيعي في كلمته إلى ما ستتناوله الجمعية العامة للبرلمان في دورتها الحالية من موضوعات هامة تشمل التحول الرقمي والاستخدامات الآمنة للذكاء الاصطناعي وآفاق المستقبل، والتغير المناخي وتحول الطاقة، وآفاق التعاون والتحول الاقتصادي الإقليمي. وشدّد على أن الذكاء الاصطناعي كغيره من أدوات المعرفة والعلوم التقنية، يشكل تحدياً في جميع مجالات استخدامه، وبوجه خاص في المجال العسكري، مما يهدد السلم والأمن الدوليين، داعياً البرلمانيين إلى وجوب " الاستعانة بالخبراء والمختصين في هذا مجال التقنية الرقمية وصياغة قوانين وتشريعات وفق مقترحات الخبراء، تضمن الاستغلال الآمن للذكاء الاصطناعي، وتتوافق حول إعلان أو ميثاق دولي يقنن استخدامه دون الإضرار بمصالح الدول والأفراد".
وأوضح أن دولة قطر تهتم بالأمن السيبراني والاستخدام الآمن للتقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى استراتيجية قطر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي التي تتمحور حول ست ركائز هي: التعليم والوصول إلى البيانات والعمالة والأعمال التجارية والبحوث والأخلاقيات.
وتناقش الدورة الثامنة عشر للجمعية العامة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط على مدى يومين، عددًا من الموضوعات ذات الأولوية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم منها استخدامات الذكاء الاصطناعي وانعكاساته على كفاءة استعمال الطاقة، إلى جانب استعراض الأنشطة والتقارير ذات الصلة بعمل البرلمان من لجانه المختلفة. ويضم وفد مجلس الشورى المشارك في أعمال الدورة أيضاً سعادة السيد عمير بن عبدالله النعيمي، عضو المجلس.