هنأ رؤساء المجالس والبرلمانات العربية دولة قطر قيادة وشعبا بمناسبة نجاحها في استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والذي مثل مصدر فخر لكل الدول العربية، وأثبتت قدرتها على استضافة وتنظيم الأحداث العالمية الكبرى.
جاء ذلك في بيان أصدره البرلمان العربي في ختام أعمال المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي انعقد في مقر الجامعة العربية بجمهورية مصر العربية اليوم.
وتضمن برنامج المؤتمر عرض فيديو تسجيلي عن البطولة، تقديرا للجهود التي بذلتها دولة قطر في تنظيم نسخة استثنائية من البطولة، وحرصها على إبراز القيم العربية والإسلامية.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، أن الدول العربية تعاني منذ سنوات من فجوة غذائية، وأن تحقيق الأمن الغذائي يحتاج منا بذل أقصى ما نستطيع من التعاون والتكامل، ووضع خطط ومشاريع وآليات مشتركة لتحقيقها.
وبيّن سعادته أن دولة قطر حققت تقدما في مجال الأمن الغذائي، حيث احتلت المركز الأول عربياً والرابع والعشرين عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي لعام 2021م، وأن هذا يُعد تتويجاً لجهود الدولة المستمرة في مجال الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن استراتيجية قطر الوطنية للأمن الغذائي (2018-2023) – والتي يجري تحديثها حاليًا – ركزت على تعزيز الإنتاج الغذائي الوطني، وتنويع مصادر الاستيراد، وإنشاء احتياطي استراتيجي يحقق التوازن بين المخزونات الغذائية. واستثمرت بلادنا بشكل كبير في تطوير السياسات الغذائية والزراعية والبنية التحتية، وأولت اهتماماً كبيراً ببحوث الأمن الغذائي، وأنشأت صندوقاً لرعاية البحوث الزراعية والغذائية، وكثفت الجهود للتكيف مع تغير المناخ والمحافظة على الموارد المختلفة، وتوظيف الطاقة المتجددة في القطاع الزراعي.
وفي الإطار ذاته، أكد سعادة رئيس مجلس الشورى على مساهمة دولة قطر في دعم الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة، ومساعدة الدول الأقل نمواً في تأمين الغذاء كشريك استراتيجي في تنمية الدول الأقل نمواً.
مشيرا إلى الاستعدادات الجارية لاستضافة الجزء الثاني من مؤتمر الأمم المتحدة الخامس لأقل الدول نمواً، خلال الفترة من 5-9 مارس المقبل بحضور رؤساء دول وحكومات والمجتمع المدني والشركاء لصياغة خطط لتنفيذ برنامج العمل، الذي اعتمدته الدول الأعضاء في الجزء الأول، الذي عقد في مارس الماضي، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ووافقت الجمعية العامة على خطة عمل الدوحة للدول الأقل نمواُ للعقد 2022- 2031، وبوجه خاص الدول العربية المتضررة.
وقدّم سعادته عددا من التوصيات لمواجهة مشكلة الأمن الغذائي العربي منها سن تشريع ينظم السياسات المتعلقة به لكل دولة، والخطط والبرامج والمشروعات اللازمة لتحقيق ذلك، ونقل التجارب وتبادل الدراسات والمعلومات المتعلقة بالأمن الغذائي، والتأكيد على وجود تنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة في كل دولة.
وفي الشأن الفلسطيني قال سعادة رئيس مجلس الشورى أن عدوان الكيان المحتل يزداد ضراوةً وإجراماً، دون أن يعير لأصوات المجتمع الدولي أي اهتمام. وشدّد على أنه لن يكون هناك سلام حتى ينال الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة فوق أرضه المحررة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس.
كما أكد: "إننا في دولة قطر حكومة وشعباً، إذ ندين الجرائم التي يرتكبها الكيان المحتل، ندعو إلى تكثيف المساعي في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، ووقف الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحقه، والتي ترقى إلى جرائم حرب".
ونبه سعادته إلى أن الاعتداءات على مقدساتنا والإساءة إلى رموزنا الدينية وتوالي حرق نسخ من المصحف الشريف في أكثر من دولة أوروبية، ما هي إلا تصعيد لاعتداءات سابقة تتكرر بين الحين والآخر. ودعا إلى مواصلة الدعوة لسن تشريعات دولية تُميز بين حدود الحريات الشخصية، وبين ازدراء الأديان، وتُجرم الإساءة لمشاعر الملايين من البشر. وأعرب عن تأييده لتوجه رئاسة البرلمان العربي على طرح هذا الموضوع على مؤتمر الجمعية العامة للبرلمان الدولي الذي سيعقد في مملكة البحرين.
كما تطرق سعادته إلى نجاح دولة قطر في استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 باسم العرب والمسلمين، على الرغم مما تعرضت له من هجمات غير مسبوقة قادتها جهات تكن العداء للعالمين العربي والإسلامي. كما قال: "كنا نأمل من البرلمان العربي أن يلبي رغبة غالبية أعضائه في التصدي لهذه الهجمات بوقت مبكر من خلال اصدار بيان يدين ويستنكر تلك الهجمات المغرضة ضد استضافة قطر لكأس العالم". وفي السياق ذاته، توجه بالشكر والتقدير إلى سعادة فورتين تشارومبيرا رئيس برلمان عموم أفريقيا لدعمه، وإلى كل البرلمانيين الذين تصدوا معنا لهذه الهجمات.
وكان سعادة رئيس مجلس الشورى، قد أشار في بداية كلمته بما يستشعر به الجميع من ألم لما وقع في سوريا وتركيا من زلزال مدمر خلّف دماراً هائلاً وأدّى إلى سقوط عشرات الآلاف بين قتلى وجرحى، مقدما أحر التعازي والمواساة لذوي الضحايا سائلا الله سبحانه وتعالى الشفاء العاجل للمصابين، وأن يعين الشعبين الشقيقين على تجاوز آثار هذه الكارثة.
كما اختتم كلمته بالتذكير، بالمسؤولية الكبيرة التي تقع على المجالس والبرلمانات الشعبية بصفتها ممثلة للشعوب العربية، في تحقيق تطلعاتهم وأمنياتهم وتبني قضاياهم المختلفة، الأمر الذي يستدعي التأكيد على أهمية إيجاد آلية تنسيق فاعلة بين البرلمانات العربية، وتوحيد المواقف بما يخدم أمتينا العربية والإسلامية.
وعلى هامش المؤتمر، التقى سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، مع سعادة السيد فورتين تشارومبيرا رئيس برلمان عموم أفريقيا.
جرى خلال اللقاء، استعراض علاقات التعاون بين مجلس الشورى وبرلمان عموم افريقيا في المجال البرلماني، وسبل تعزيزها، فضلاً عن استعراض عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر.
وصدر عن المؤتمر بيانا ختاميا اعتمد فيه رؤساء المجالس والبرلمانات العربية وثيقة المؤتمر التي تحمل عنوان " رؤية برلمانية لتعزيز الأمن الغذائي العربي "، ورفعوها إلى أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول العربية خلال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، المقرر عقدها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال عام 2023.
وضم وفد مجلس الشورى في المؤتمر الخامس للبرلمان العربي برئاسة سعادة الرئيس كل من سعادة السيد علي بن سعيد الخيارين، وسعادة السيد يوسف بن أحمد الكواري، وسعادة السيد سعد بن أحمد المهندي، وسعادة السيد بادي بن علي البادي، أعضاء مجلس الشورى، وسعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة الأمين العام للمجلس.