أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد العادي السابع والأربعين لمجلس الشورى، قد حوى معالم السياسة العامة للبلاد الداخلية منها والخارجية في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ الوطن العزيز.
وأضاف سعادة رئيس مجلس الشورى مخاطبا سمو الأمير المفدى في الكلمة التي ألقاها في افتتاح دور الانعقاد السابع والأربعين للمجلس اليوم ،"يسعدني وأخواني وأخواتي أعضاء مجلس الشورى أن نرحب بسموكم في المجلس ونتقدم لكم ببالغ الشكر والتقدير على تفضلكم بافتتاح دور الانعقاد العادي السابع والأربعين للمجلس، في دور انعقاد جديد في مسيرته التي يتجدد معها الإنجاز والعطاء بفضل الله تعالى ثم برؤية سموكم وتوجيهاتكم السديدة ودعمكم المستمر، وتكاتف أهل قطر الأوفياء".
ومضى سعادته قائلا في سياق متصل " لقد تابعنا باهتمام بالغ ما جاء في خطابكم السامي الذي استعرض كافة الأحداث والتطورات التي شهدتها بلادنا خلال أكثر من عام ونصف من الحصار الجائر المفروض علينا، لسلب إرادتنا، واستقلالية قرارنا، وطمعاً في مواردنا ومقدراتنا. فقد حوى خطابكم معالم السياسة العامة للبلاد الداخلية منها والخارجية في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ بلدنا العزيز".
ونوه سعادة رئيس مجلس الشورى بأن خطاب سمو الأمير قد أكد على أننا، بالرغم من تربص المتربصين وكيد الكائدين، نعيش على هذه الأرض الطيبة بفضل من الله في صورة نادرة من صور التكاتف بين جميع مكونات الشعب القطري، تلاحماً فريداً بين قيادة رشيدة وشعب وفيّ ، نتج عنه بحمد الله ومنته عزاً واستقراراً ورخاءً.
وتابع : "ولقد صدقتم، يا صاحب السمو، بقولكم في حينها "أبشروا بالعز والخير" وهو ما لمسناه ونلمسه كل يـوم . فعلى الرغم من كل المحاولات اليائسة لتعطيل عجلة التنمية والتطور، لم تتوقف مسيرة التنمية في بلادنا، بل أصبحت تسير بوتيرة أسرع مما كانت عليه قبل الحصار بل ظل اقتصادنا يسجل أعلى الأرقام في معدلات النمو في المنطقة وعمّ الخير والعطاء أرجاء البلاد في الوقت الذي تتراجع فيه سياسات دول الحصار وخططها، فالله سبحانه وتعالى عادل لا يرضى بالظلم والغدر والمكر فهو القائل "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " .
وشدد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود على أن دولة قطر، حتى في ظل الحصار الظالم عليها، لم تتغير سياستها بل ظلت متمسكة بمبادئها الثابتة، ملتزمة بتعهداتها الدولية، مناصرة للقضايا العربية والإسلامية، باذلة الجهود لتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. " فنحن نشارككم ، يا صاحب السمو ، في مواقفكم الثابتة من قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني ، الذي عانى كثيراً من الظلم والحصار ، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ".
وأوجز سعادة رئيس مجلس الشورى في كلمته ما استطاع المجلس أن يحققه في دور الانعقاد السابق ، حيث تمكن من الانتهاء من كافة مشروعات القوانين التي وردت إليه من الحكومة الموقرة وأبدى عليها ما رآه مناسباً. وناقش أيضا عدداً من الاقتراحات والاقتراحات برغبة والمناقشات العامة لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين في أجواء شفافة سادتها حسن النية وعفة اللسان وصدق الكلمة.
كما وجه المجلس الدعوة إلى معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وعدد من أصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين في الأجهزة المختلفة في الحكومة للحديث للمجلس في المسائل التي تدخل في نطاق صلاحياتهم، والرد على استفسارات الأعضاء حولها. ووجه بهذه المناسبة الشكر لمعالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وأصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين الحكوميين على استجابتهم للدعوة وتعاونهم مع المجلس وتجاوبهم مع رغباته، مؤكدا أن المجلس يعمل وفق مبدأ هام "نعتبره من أساسيات عملنا وهو التنسيق بين المجلس والحكومة فكلنا نعمل في خدمة الوطن والمواطنين في ظل قيادتكم حفظكم الله ".