حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ،،،
صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ،،،
أصحاب المعالي والسعادة الشيوخ والوزراء والسفراء ،،،
الحضور الكرام ،،،
السلام عليكم ورحمة الله ،،،
يسعدني وأخواني وأخواتي أعضاء مجلس الشورى أن نرحب بسموكم في المجلس في هذا اليوم المبارك الذي يحتفي فيه المجلس بافتتاح دور انعقاد جديد في مسيرته التي يتجدد معها العطاء بفضل الله تعالى ثم برؤية سموّكم وتوجيهاتكم الحكيمة .
لقد استمعنا بكل الاهتمام والتقدير لخطاب سموكم السامي حول سياسة بلادنا ومواقفها من كافة القضايا والمستجدات الداخلية والخارجية ، شكّل الوطن والمواطن ، والاستقرار والتنمية ، محورها الأساسي ، في وقت تشهد فيه بلادنا ، بالرغم من الحصار والتحديات ، إنجازات كبيرة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها في طريق تلبية حاجات الوطن وتطلعات المواطنين وتأمين استمرار العيش الكريم لأهلها جيلاً بعد جيل .
ونحن ، يا صاحب السمو ، نشارككم الرأي في مواقفكم الثابتة من كافة القضايا الإقليمية والدولية وقضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال والحصار وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967وعاصمتها القدس الشرقية .
إننا في المجلس نتابع بقلق التوترات التي تشهدها منطقة الخليج في هذه الآونة ، ونرى أهمية حل أي خلاف بالحوار ، والالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني ونؤيد في هذا المجال اقتراحكم بإنشاء نظام أمني إقليمي يحفظ لمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج خاصة أمنها واستقرارها .
صاحب السمو ،،،
لقد كشف الحصار الجائر المفروض على بلادنا للشعب القطري وللجميع، حجم المؤامرة التي تستهدف بلادنا في أمنها واستقرارها وسيادتها . لقد جددت هذه الأزمة في قطر الولاء، والتلاحم، والروح الوطنية ، وصنعت الذات الإيجابية في وجه محاولات دول الحصار لاختطاف القرار القطري المستقل وفرض شروطها الظالمة على قطر . لقد كنتم على حق ، يا صاحب السمو ، في خطابكم مؤخراً بالأمم المتحدة "من ثقتكم ، منذ أيام الحصار الأولى ، في صمود الشعب القطري واخوانه المقيمين ، وتجاوز آثار الحصار ، بل والاستفادة من التحدي الذي فُرض علينا ". وهذا بالفعل ما حدث وصدق الله " فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" .
إننا في هذا المجلس ، يا صاحب السمو ، نعتز ونشيد بمواقفكم وسياستكم الحكيمة وقراراتكم المدروسة التي اتخذتموها لصيانة القرار الوطني وضمان استقلاليته ، وتحويل تداعيات هذا الحصار إلى إنجازات إيجابية .
كما نشيد برؤيتكم لحل هذا الخلاف بالحوار غير المشروط القائم على الاحترام المتبادل ورفع الحصار .
إن ما انتهجتموه من ضبطٍ للنفس ، وعفةٍ في الرد، وتعامل متزن مع تداعيات الخلاف ، وإبعاده عن التأثير على علاقة الشعب القطري بأشقائه شعوب دول الحصار ، كان له وما زال أبعاده الإنسانية والأخلاقية . ونقدر عالياً توجيهات سموكم منذ بدء الأزمة بعدم معاملة شعوب دول الحصار كما عاملت دولهم شعب قطر فوجدوا الأمن والأمان في بلادنا. فشعب قطر وشعوب دول مجلس التعاون بينها من الترابط والتراحم الكثير . لقد اتبعتم ، يا صاحب السمو ، سياسة أنزلها الله سبحانه من فوق سبع سموات بقوله :
" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " .
إننا ننظر بعين التقدير للجهود المخلصة والمتواصلة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة وحرصه على حل هذه الأزمة لما فيه خير المنطقة وشعوبها .
صاحب السمو ،،،
لقد عرفت شعوب منطقتنا، قطر ، كعبة ً للمضيوم ، وعَرَفت قادتها وأهلها ، محبين للخير ، موفين بالعهود، مدافعين عن الحق، مناصرين للمظلوم . وإن هذا الحصار وهذه المؤامرات التي تُحاك ضد بلادنا ليست بجديدة وفي تاريخنا من العظات والعبر الكثير ، خرجت منها بلادنا كل مرة ، بحمد الله ، أقوى وأفضل . فقد وقف الآباء والأجداد وقفة عـز وكرامة للدفاع عن بلادنا وصون كرامتها
ونذكر بالعز والفخر ما قاله المؤسس الشيخ جاسم بن محمد طيّب الله ثراه:
وكـم قـد دهتنـا مـن خطـوبٍ مُلمـةٍ ولا ليّنــت منـّـا صليـب قنـــاةِ
صَبرِنا لها ما زعزَع الدهرُ عزَمنا ونِلنا بها العَليا على كـل طايلِ
وهنا أتشرف ، يا صاحب السمو الأمير ، بأن أقول بأن شعب قطر الوفي الذي يكن لسموكم المحبة والتقدير والولاء، يذكر دائماً بالتقدير والإعزاز صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وما قام به وضحى وأخلص في بناء هذا الوطن ، والحفاظ على سيادته واستقلال قراره وكرامته ورفعته . وسنبقى ما حيينا نذكر وتذكر الأجيال القادمة بعدنا وصيته حفظه الله "بالثبات على الحق والاستقامة على الطريق مهما تبدلت الأحوال". أمدّ الله في عمره وجزاه الله عن أهل قطر الأوفياء خير الجزاء .
صاحب السمو ،،،
إن قرار سموكم بإنشاء لجنة عليا للتحضير لانتخابات مجلس الشورى هو إنجاز آخر في ظل قيادتكم الحكيمة نحو بناء الدولة الحديثة وترسيخ مبدأ الشورى وتكامل مؤسسات الدولة . وإننا في هذا المجلس سنظل ملتزمون بتحمل المسؤولية وتحقيق مبدأ الشفافية والعمل في كل ما ينفع الوطن والمواطنين . لقد عملنا خلال فترة دور الانعقاد السابق بتوازن دقيق بين قضايا الداخل مما يهم الوطن والمواطن ، والخارج من خلال الدبلوماسية البرلمانية.
فقد استطاع المجلس من الانتهاء من كافة مشاريع القوانين ومراسيم القوانين التي وردت إليه من الحكومة الموقرة حول موضوعات متعددة اقتصادية واجتماعية وثقافية ومالية وافق على البعض منها ، وأوصى بتعديل البعض الآخر ، وأحال توصياته بشأنها إلى الحكومة . كما ناقش المجلس عدداً من الاقتراحات والاقتراحات برغبة تلقاها من عدد من الأعضاء بالمجلس حول عدة موضوعات عامة جوهرية تأتي في مقدمتها الموضوعات التي تلامس هموم المواطنين وتشغل بالهم ومنها حوادث السير ، وأوضاع الصحة والخدمات الطبية، وأوضاع التعليم ، وأمور البيئة البرية والبحرية، وتحقيق الخطة الوطنية للأمن الغذائي . وناقش المجلس تلك المواضيع مع أصحاب السعادة الوزراء المعنيين بتلك الموضوعات محل الدراسة ، وتم النقاش وتبادل الآراء معهم في المجلس والرد على استفسارات الأعضاء وتم رفع تقارير عن نتائج هذه المناقشات وتوصيات المجلس إلى الحكومة والتي اتخذت اللازم بشأنها.
إننا ندرك حجم التطلعات التي يعلقها المواطنون على عمل المجلس . وهدفنا كان وما زال زيادة التواصل مع المواطنين سواء عن طريق موقع المجلس الإلكتروني الرسمي الذي يطبق أعلى المعايير الدولية للنفاذ الرقمي وسهولة وصول المعلومة لذوي الإعاقة ، أو من خلال التواصل معهم عبر وسائل التواصل الأخرى.
وقد تلقى المجلس من خلال هذا الموقع عدداً من الاقتراحات من بعض المواطنين واتخذ اللازم بشأنها . ونشكر للمواطنين الكرام آرائهم ونثمن مقترحاتهم البناءة وتفاعلهم مع ما يثيره المجلس من قضايا .
صاحب السمو ،،،
لقد استمر المجلس في جهوده في مجال الدبلوماسية البرلمانية بتعزيز العلاقات مع الشعوب والدفاع عن قضايا بلادنا وشرح سياستها ومواقفها ومواجهة المؤامرات ضدها حيث اضطلع المجلس بعدد من الأنشطة وشارك في العديد من المؤتمرات البرلمانية الدولية والإقليمية ، ووقع عدداً من مذكرات التفاهم مع التنظيمات البرلمانية الإقليمية والدولية وبرلمانات عدد من الدول الصديقة بشأن التعاون البرلماني. وقامت مجموعات الصداقة البرلمانية القطرية التي قد تم إنشاؤها مع برلمانات الدول الشقيقة والصديقة بعملها خلال دور الانعقاد والتقت بنظرائها في المجالس البرلمانية الأخرى. كما استضاف المجلس ، بمباركة ودعم من سموكم، اجتماعات المجلس الحاكم والجمعية العامة الـ 140 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات الأخرى المصاحبة لها في الدوحة في أبريل الماضي والتي مثلت فرصة للاتحاد البرلماني الدولي وأعضائه في تجديد ثقتهم بقيادة سموكم وبمكانة الدولة في المجتمع الدولي وموقفهم الرافض للحصار . وكان هذا المؤتمر بفضل الله ودعم سموكم من أنجح المؤتمرات التي عقدت في تاريخ مؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي عدداً ومستوى حضور ، وأشاد به وبنجاحه المجتمع البرلماني الدولي وآخرها اجتماع رؤساء البرلمانات الأوروبية والآسيوية مؤخراً في كازاخستان . وسوف يستضيف المجلس بحول الله في بلادنا قريباً المؤتمر السابع للمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد خلال الفترة من 9 – 10 من شهر ديسمبر القادم وهو ما يعكس مجدداً
احترام العالم لدولة قطر وثقته بقيادة سموكم وسياستكم الحكيمة وموقفكم من محاربة الفساد ، آفـة الدول والشعوب.
صاحب السمو ،،،
واليوم ونحن نستعيد حصيلة أعمالنا بالمجلس ، نحمد الله على ذلك ، ونؤكد بأن هذا لا يعني الرضى التام بما تم إنجازه بل هو حافز لعطاء أفضل لخدمة هذا الوطن وأهله في ظل قيادتكم حفظكم الله . وهنا أتوجه بالشكر والتقدير لكل عضو في المجلس تحمل مشقة العمل في جلساته العامة وفي لجانه وأنشطته المختلفة. لقد كان لجهودهم المخلصة أطيب الأثر فيما تحقق من إنجاز .
إن هذه الحصيلة من إنجازات المجلس ، يا صاحب السمو ، ما كانت لتتحقق على هذا النحو لولا دعم سموكم حفظكم الله وتجاوب الحكومة الموقرة مع توصيات المجلس ومقرراته . ونجدد الشكر والتقدير لمعالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وأصحاب السعادة الوزراء على ما أظهروه من روح التعاون .
صاحب السمو ،،،
نجدد العهد والولاء لسموكم أميراً وقائداً لبلادنا، مؤكدين لسموكم العزم على مضاعفة الجهود لخدمة هذا الوطن والمواطنين الكرام .
سائلين المولى القدير أن يوفقنا ويعيننا على أداء الأمانة وأن يديم على بلادنا ، بقيادة سموكم ، ما تنعم به من أمن وأمان ورفعة وتقدم.
حفظكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله ،،،،