أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن استضافة دولة قطر لاجتماعات الجمعية العامة الـ140 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها تعكس ثقة الاتحاد وبرلمانات العالم ورؤسائها وممثليها وتقديرها واحترامها لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه" وقيادته الحكيمة ولحكومة وشعب قطر.
ونوه سعادة رئيس مجلس الشورى في مؤتمر صحفي مساء اليوم أن المشاركة الكبيرة والواسعة في هذه الاجتماعات تجسد هذه الثقة والتقدير لقطر وقيادتها الحكيمة، مشيرا إلى أنه يشارك في هذا الحدث البرلماني الدولي رؤساء 80 برلمانا وأكثر من 2270 برلمانيا ينتمون لأكثر من 160 دولة، وقال إنها المرة الأولى في تاريخ اجتماعات الاتحاد التي يشارك فيها هذا العدد الكبير خارج مقر الاتحاد بما يعكس تقدير واحترام العالم لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا وعمق العلاقات معها.
وبين أن محور النقاش العام في هذه الدورة سيكون "البرلمانات كمنابر لتعزيز التعليم من أجل السلام والأمن وسيادة القانون" وذلك لأهمية التعليم ودوره الفاعل في تحقيق هذه الأهداف، مشيرا إلى أنه تم اختيار هذا الموضوع بالتنسيق بين مجلس الشورى والاتحاد البرلماني الدولي وأمانته العامة.
وشدد سعادة رئيس مجلس الشورى على أنه لا تنمية دون تعليم أو أمن أو سيادة القانون، لافتا إلى أن كل هذه الأمور عوامل مرتبطة في الأساس بالتعليم.
وذكر في هذا الصدد أن رؤساء البرلمانات سيناقشون الكيفية التي تستطيع بها البرلمانات أن تساهم في دعم التعليم حول العالم خاصة وأن هناك الكثير من الدول تحتاج إلى دعم في هذا المجال لتحقيق التنمية المنشودة.
وأشار إلى دور قطر البارز في نشر التنمية والتعليم في مختلف دول العالم لا سيما مناطق النزاعات، مستشهدا في ذلك بمساهمات دولة قطر في تسهيل عودة اللاجئين الأفارقة في ليبيا إلى بلدانهم وتوفير أعمال لهم وبدور المؤسسات القطرية مثل /التعليم فوق الجميع/ وبرامجها المختلفة و /صلتك/ وغيرهما في دعم الشباب بمختلف دول العالم، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات أداة لتحريك العالم للعمل في هذا المجال.
وأوضح سعادته أن اجتماعات الجمعية العامة تشتمل على عدد من الفعاليات منها اجتماع المجلس الحاكم والجمعية العامة والتي تتضمن عددا من اللجان الفرعية التي تناقش عددا من المواضيع وهي أربع لجان رئيسية "اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين واللجنة الدائمة للتنمية المستدامة والتمويل والتجارة واللجنة الدائمة للديمقراطية وحقوق الإنسان واللجنة الدائمة لشؤون الأمم المتحدة".
ورحب سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى بالوفود المشاركة، مستعرضا البرنامج المكثف الذي تم إعداده للمشاركين سواء خلال الافتتاح أو المناقشات والاجتماعات المفتوحة والمغلقة وجدول الأعمال، موضحا أن كل المواضيع المطروحة ستحظى بنقاش واسع من مختلف المجموعات الجيوسياسية بالاتحاد والتي ستقترح كل منها موضوعا طارئا معينا يطرح على المؤتمر.
وأشار في هذا الصدد إلى أن المجموعة العربية ناقشت بعض الموضوعات التي تخصها في الاجتماعات العربية، مضيفا القول "من المحتمل أن يطرح بالنسبة للعرب قضية الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وموضوع القدس والجولان المحتل كبند طارئ".
وبين سعادته أن لدى المجموعات الجيوسياسية أفكارها وستقوم بطرح مواضيع يتم التصويت للاختيار من بينها، وأن ما يتم اختياره في الجمعية العامة من موضوعات سيكون محل نقاش يتم التنسيق بشأنه مع الأمم المتحدة.
وفي رده على سؤال حول مشاركة برلمانات دول الحصار، أكد سعادة رئيس مجلس الشورى مشاركة وفد رسمي من مجلس النواب المصري، لافتا إلى أن لكل دولة سيادتها من حيث المشاركة من عدمها.
وعبر في سياق متصل عن سعادته بانضمام برلمانات عدد من الدول لأول مرة للاتحاد البرلماني الدولي في اجتماعات الدوحة، معتبرا ذلك نقطة فارقة في مسيرة الاتحاد وتجسد في الوقت ذاته تقديرا لدولة قطر تفتخر به.
وحول استفادة قطر من هذه الاجتماعات، أكد سعادته مجددا أن هذه الاستضافة تنطوي على تقدير العالم واحترامه لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الذي وجه بالعمل على استضافة هذه الاجتماعات بالدوحة، إضافة إلى طرح تجارب مجلس الشورى على الدول المشاركة والاستماع كذلك لتجاربها حول العديد من القضايا، كما سيكون المجلس حاضرا في معظم اللجان وله دوره في المناقشات والتوفيق بين الأطراف، مشيدا بدور المجلس وجهوده الناجحة في اختيار قطر لعقد هذا الحدث البرلماني العالمي الكبير فيها.
ونوه إلى أن المشاركين أبدوا ارتياحهم التام لاختيار دولة قطر لاستضافة هذه الاجتماعات نظرا لما تتمتع به من "دبلوماسية ذكية" تستطيع جمع كل الأطراف، مشيرا إلى الدور الأساسي الذي تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية وتأثير البرلمانيين الكبير على سياسات بلادهم باعتبارهم ممثلي الشعوب.
وتابع قائلا "إننا نسعى من خلال هذه الاجتماعات لنشر السلام والمحبة والخير في كل أنحاء العالم معتمدين في ذلك على "الدبلوماسية الوقائية" التي تنتهجها دولة قطر في التحرك لحل المشاكل ومواجهة الأزمات قبل حدوثها".
ونبه إلى أنه يتعين على البرلمان الدولي والأمم المتحدة ألا ينتظرا وقوع النزاع ثم التحرك لحله بل يجب عليهما التحرك قبل وقوعه وهذا ما تحرص عليه دولة قطر وتطرحه من خلال مبدأ "الدبلوماسية الوقائية".
وأوضح سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود في إجابة على سؤال أن دولة قطر بصفتها عضوا دائما في لجنة حقوق الإنسان بالاتحاد البرلماني الدولي ستتعاون مع الأعضاء للقيام قدر استطاعتها بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام حقوقه وقال إن ذلك ما يشارك فيه مجلس الشورى الاتحاد البرلماني الدولي.
وذكر سعادته أن القضايا العربية ستكون أساسا في المناقشات وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف ورد الحقوق المغتصبة للدول العربية بما فيها الجولان السورية المحتلة "وهذا هو موقف قطر والدول العربية جميعها".
وأكد ردا على سؤال آخر أن موقف دولة قطر من الأزمة الخليجية واضح منذ البداية ويتمثل في ضرورة حلها عبر الحوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول، مشددا على أن دولة قطر تكن المحبة والاحترام للجميع ولا تكره أحدا بل تكره الظلم والتصرفات التي تضر بشعبها، مشيرا إلى أن اجتماع رؤساء البرلمانات الخليجية الذي انعقد في جدة مؤخرا تم في أجواء طيبة.
وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد دشن المركز الصحفي لاجتماعات الجمعية العامة الـ140 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها التي تنطلق بالدوحة يوم السبت المقبل.
كما تم إطلاق منصات التواصل الاجتماعي للمجلس لتغطية أحداث الاجتماعات أولا بأول وكذلك قناة خاصة على اليوتيوب لبث مختلف الفعاليات.