بمناسبة اليوم العالمي للعمل البرلماني يرفع مجلس الشورى أجل وأسمى التقدير لمقام حضرة صاحب السمو الأمير المفدى (حفظه الله ورعاها) راعي المشاركة الشعبية، لما يوليها سموه (حفظه الله ورعاه) من عناية واهتمام لمجلس الشورى الذي يمثل مشاركة شعبنا في صنع القرار، كما نعبر عن اعتزازنا وتقديرنا في هذا اليوم للشعب القطري لتفاعله ومشاركته في اختيار ثلثي أعضاء مجلس الشورى ولتواصله مع المجلس مبادراً بالاقتراحات وموجهاً بالكلمة الصادقة. كما نهنئ في هذا اليوم البرلمانيين حول العالم وهم يمثلون شعوبهم ويعملون سوياً من أجل حماية هذا الكون والمحافظة عليه من الكوارث الطبيعية ومن آثار الاستغلال السيئ بواسطة البشر.
ولما كان احتفالنا اليوم مكرساً لتوجيه البرلمانات للعمل من أجل حماية كوكبنا من آثار التغير المناخي، فإننا في مجلس الشورى نود بيان ما يقوم به المجلس من أجل إبراز دوره الخاص في تقليل الانبعاث الكربوني (وضع بصمته الكربونية) بهدف تبادل الخبرات وتقديم النماذج لأفضل الممارسات. ويقوم المجلس في هذا الشأن بجهود متوائمة مع أحدث تعهدات دولة قطر بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 24% واستخدام 20% من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030م. ولا تنفك جهود مجلس الشورى عن جهود دولة قطر، ممثلةً في جميع أجهزتها المعنية، وعما يقوم به كل فرد حسب موقعه.
ويحرص المجلس على مستوى أعضائه وموظفيه على ترشيد استخدام الماء والكهرباء، وعلى المستوى التشريعي ناقش المجلس خلال دورته الحالية مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم (24) لسنة 2006م، بإصدار قانون (نظام) الأسمدة وقانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم (18) لسنة 2017م، بشأن النظافة العامة، ومشروع قانون بتنظيم موانئ الصيد البحري، كما تناول المجلس بالدراسة طلب المناقشة العامة حول مخالفات بعض الأفراد والشركات وتأثيرها على البيئة البرية، وقدم المجلس التوصيات الملائمة حول المشاريع المذكورة أعلاه.
كما نود الإشارة بأن جهود مجلس الشورى تشمل أيضاً دعم جهود أجهزة الدولة المختلفة، من خلال سلطة الرقابة التي يمارسها المجلس على السلطة التنفيذية. وتعمل أجهزة وسلطات الدولة المختلفة بالتنسيق لتحقيق خطط وطموح بلادنا من أجل مكافحة التغير المناخي. وتعمل بلادنا على تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط والغاز من خلال التحول للطاقة المتجدد، واستحدثت بلادنا وزارة خاصة بالبيئة والتغير المناخي للحد من الانبعاثات المسببة للتغير المناخي. وشاركت دولة قطر في عام 2022م في تأسيس منتدى الدول المنتجة بصافي انبعاثات صفرية.
وكان ما قدمته دولة قطر من خلال تنظيم بطولة فيفا –قطر 2022 كأول بطولة كأس عالم لكرة القدم محايدة للكربون، شاهداً على مدى التزام بلادنا بالتصدي للتغير المناخي، وتلتزم بلادنا بالعمل من أجل تعزيز الاعتماد على الهيدروجين، ونزع الكربون، لتحقيق صفر انبعاثات بحلول عام 2050م.
وتجاوباً مع الرغبات الشعبية يؤكد مجلس الشورى حرصه على العمل بالتنسيق مع الحكومة الموقرة، على تحقيق الأهداف الرامية إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة كمصادر بديلة وصديقة للبيئة، عبر ممارسته لصلاحياته التشريعية والرقابية.