بمشاركة مجلس الشورى، عقد البرلمان العربي، اليوم، جلسة خاصة بالقضية الفلسطينية تحت شعار "نصرة فلسطين وغزه"، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة.
مثل مجلس الشورى في الاجتماع، كل من، سعادة السيدة شيخة بنت يوسف الجفيري، وسعادة السيد عيسى بن أحمد النصر، وسعادة السيد سالم بن راشد المريخي، وسعادة السيد حمد بن عبدالله الملا، أعضاء مجلس الشورى، أعضاء البرلمان العربي.
وخلال الاجتماع، الذي خُصص لأجل فلسطين والعدوان المتواصل للكيان المحتل منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد المشاركون على دعمهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى والمركزيـة، وندّدوا باستمرار القصف الإسرائيلي الهمجي لقطاع غزة، وقطع كافة الخدمات الحيوية عن سكانها، وتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين الـمتطرفـين، وعمليات القتل ضد المواطنين الفلسطينيين وحرق ممتلكاتهم بحماية قوات الاحتلال.
واستنكر المجتمعون عجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان الوحشي، ومنع الكيان المحتل عما تقوم به من إبادة جماعية وتطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث تجاوز عدد الشهداء حتى اليوم الرابع والثمانين من العدوان المتواصل، أكثر من ٢١ ألف شهيداً، وأكثر من ٥٦ ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، بخلاف آلاف المفقودين، وتدمير أجزاء كبيرة من قطاع غزة وتسويتها بالأرض، بما فيها التجمعات السكنية والبنية التحتية والمرافق التعليمية والصحية والحيوية، في واحدة من أبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الإنسانية عبر التاريخ.
وفي كلمتها خلال الاجتماع، أكدت سعادة السيدة شيخة بنت يوسف الجفيري على موقف دولة قطر الثابت من دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأنها لم تتوان عن مواصلة تقديم الدعم المادي والسياسي والإنساني للشعب الفلسطيني، ولم تتوقف عن مطالبة الكيان المحتل، في المحافل الدولية والأممية بإنهاء الاحتلال، وإيقاف عمليات الاستيطان، وخطط تهويد القدس العربية المحتلة. وأشارت إلى خطاب صاحب السمو أمير البلاد المفدى عند افتتاحه دور الانعقاد السنوي الحالي لمجلس الشورى القطري في أكتوبر الماضي الذي أكد فيه ، تعليقا على العدوان الإسرائيلي الحالي، عدم جواز أن تُمنح إسرائيل ضوءاً أخضراً غير مشروط وإجازة غير مقيدة بالقتل، وعدم جواز استمرار تجاهل واقع الاحتلال والحصار والاستيطان.
ونوهت بحجم المساعدات الإنسانية المتواصلة الذي تقدمها دولة قطر لفلسطين حيث قالت: "وفي مجال العمل الإنساني لم يتوقف دعم دولة قطر للقضية فلسطين على مر التاريخ"، وأشارت إلى مبالغ الدعم المقدمة من الحكومة أو من جهات غير حكومية وتم توجيهها نحو المجالات الإنسانية والتنموية وقطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية، ورواتب الموظفين وتمويل الوكالات العاملة في مجالات المساعدات الإنسانية، كوكالة الأمم المتحدة (الأونروا). كما دأبت قطر على تقديم مساهمات كبيرة في إعادة إعمار غزة عقب كل عدوان إسرائيلي، وشكّلت لهذا الغرض لجنة قطرية دائمة للإشراف على المشروعات وتنفيذها في غزة تحت اسم "لجنة إعادة إعمار قطاع غزة". كما تبرعت الدولة بمبلغ مليار دولار لإعادة إعمار غزة، اثناء انعقاد مؤتمر "إعادة إعمار غزة" بالقاهرة في 12 أكتوبر عام 2014م.
وأشارت إلى جهود مجلس الشورى في دعم غزة برئاسة سعادة السيد حسن بن عبد الله الغانم، وما يقوم به في كافة المنابر والمحافل الإقليمية والدولية واتصالاته مع البرلمانات ذات الأثر المباشر بالحرب على غزة، واستقباله الوفود الغربية من البرلمانات والمهتمين بما يقع في الأراضي المحتلة.
واختتمت كلمتها متمنية أن يخرج هذا الاجتماع العربي بتوصيات تدعم الشعب الفلسطيني المحاصر وتعجل بوقف العدوان عليه، وتيسر وصول الإغاثات الإنسانية قبل استفحال الكوارث الصحية والبيئية له والتي تزيد من معاناته.
من جهته حيا سعادة السيد عيسى بن أحمد النصر في مداخله له خلال الاجتماع، صمود أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنهم يسطرون أعظم البطولات على أرض غزة، رغم ما يتعرضون له من إبادة جماعية. واستنكر فشل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في حماية المدنيين في غزة والأراضي المحتلة، بما فيهم الأطفال والنساء، رغم كل القوانين والقرارات الأممية التي صدرت بهذا الشأن ، مشيرا إلى أن الكيان المحتل فوق القانون ويتم التعامل مع انتهاكاته بمعايير مزدوجة للأسف. وحيا سعادته الموقف الذي اتخذتهصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع، بقرارها الاعتذار عن دورها كسفيرة (اليونسكو) للنوايا الحسنة، بعد فشل المنظمة في القيام بواجبها في دعم وإنقاذ وإغاثة أطفال غزة.
أما سعادة السيد حمد بن عبدالله الملا، فلقد أعرب في مداخلته عن غضب واستنكار الشعوب العربية الشديدين، والرفض القاطع للإبادة الجماعية والجرائم التطهيرية بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن جرائم قوات الاحتلال هي عرض مستمر منذ عام 1937، نتيجة تخاذل المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية، وعدم محاسبة الكيان المحتل على مجازره وجرائمه المتكررة.
وفي ختام الاجتماع صدر بيان ختامي أكد فيه المجتمعون على الموقف الثابت باسم أبناء الأمة العربية ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، ونضاله ومقاومته وكفاحه الوطني لإنهاء الاحتلال، وتقرير المصير. وتضمن البيان الدعوة إلى العمل بكافة السبل لوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين، ورفض تهجيرهم والعمل على إعادة النازحين منهم إلى مواقع إقامتهم، والعمل على توفير كل المساعدات الإنسانية ولإغاثية لهم عبر ممرات إنسانية فورية وبآلية أممية.
كما دعا المجتمعون في بيانهم الختامي الأمم المتحدة لعقد جلسة خاصة تحت شعار "الاتحاد من أجل السلام"، لوقف إطلاق النار فورياً وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، كما أدانوا الدول المشاركة في هذه الحرب، وتلك التي تعيق العدالة الأممية في مجلس الأمن، وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام حق النقد "الفيتو". وطالبوا بالعمل مع البرلمانات النظيرة للدعوة لتجميد عضوية الكيان المحتل في المنظمات الإقليمية والدولية لارتكابها جرائم ضد الإنسانية ومجازر إبادة جماعية، وتجميد عضوية الكنيست في الاتحاد البرلماني الدولي.