أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى أن الشعبين القطري والعراقي تربطهما علاقات أخوية متميزة، مبنية على أواصر التقارب والقواسم المشتركة، مشيراً إلى أن العلاقات على المستوى الرسمي تشهد نمواً مطرداً في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والثقافية، انطلاقًا من المصالح المشتركة والثابتة بين البلدين الشقيقين، والتي تزداد رسوخاً على مر الأيام.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة رئيس مجلس الشورى، اليوم، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي، والذي عُقد في العاصمة العراقية بغداد تحت عنوان "الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته".
وأشار سعادته إلى سعي العراق للقيام بدوره الفاعل في إرساء الأمن والسلم في المنطقة، والعمل على توظيف مصادر قوته وأهمها الإنسان العراقي في تحقيق هذا الهدف. مثمناً الجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية لتحقيق تطلعات الشعب العراقي وترسيخ الأمن وتعزيز السيادة الوطنية.
وبيّن سعادته حرص دول الخليج العربي على تعزيز التعاون مع العراق في شتى المجالات، حيث ترتبط معها بعلاقات راسخة، وتؤمن بأهمية العراق في استقرار وأمن المنطقة. مشيرا إلى مشروع الربط الكهربائي الخليجي مع وزارة الكهرباء العراقية، كأحد مشاريع التعاون المهمة في هذا السياق.
كما نبه إلى أنه يتوجب على دول المنطقة مساعدة بعضها البعض في تحقيق الاستقرار، والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
وتطرق سعادته في الكلمة إلى استضافة العراق لكأس الخليج لكرة القدم (خليجي 25) بعد أكثر من أربعين عامًا على استضافته للبطولة، منوها إلى أنها شكلت فرصة للعديد من أبناء المنطقة لزيارة هذا البلد الشقيق لأول مرة والتعرف على ثقافته عن قرب.
ولفت إلى أن من زار العراق أثناء إقامة هذه البطولة لمس كرم الضيافة ومشاعر الوحدة العربية بين الجميع، والتي عكست كرم وأصالة الشعب العراقي واندماجه مع محيطه الخليجي والعربي. مشيرا إلى أن استضافة هذه البطولة أسهمت في تغيير الصورة النمطية السائدة، مما يعزز فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي، وتنمية علاقاته مع جيرانه ومختلف دول العالم في شتى المجالات.
وفي سياق آخر انتقد سعادة رئيس مجلس الشورى في كلمته صمت الدول الكبرى، وتهاون المجتمع الدولي على ما تتعرض له الأراضي المحتلة في فلسطين الشقيقة من جرائم متكررة ترتكبها سلطات الاحتلال بمشاركة مليشيات المستوطنين. وأشار إلى المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأربعاء الماضي عندما اقتحمت مدينة نابلس وشنّت على أهلها العزل هجوما بربريا شرسا استخدمت فيه الرصاص الحي بكثافة والصواريخ، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين، بينهم حالات خطيرة.
وعرج على موقف دولة قطر التي تعتبر"أن الصمت على هذه الإجراءات العقابية الجماعية التي ينفذها الكيان المحتل، تجعله يمعن في تجاهل المجتمع الدولي، ويُسهل في إفلاته من العقاب، كما أنه سيؤدي لا محالة إلى أن تصبح مساعي السلام جهوداً بلا معنى، ومن قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، أمراً مستحيلاً". ودعا إلى استشعار خطر حكومة الاحتلال المتطرفة، وتقديم أقصى دعم ممكن للشعب الفلسطيني.
كما أكد سعادة رئيس مجلس الشورى على أهمية التنسيق بين البرلمانات العربية لخدمة قضايانا، وتوحيد مواقفنا، في جميع المحافل البرلمانية، والاستعداد الأمثل للمشاركة الفعالة في الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي الذي سيعقد في مملكة البحرين. مشدّدا على أن عقد الاجتماعات التنسيقية بانتظام يعزز من الدور البرلماني العربي الفاعل، الذي يتوافق مع توجهات تطلعات شعوبنا ومواقف دولنا من نتائج المسائل المدرجة في جداول أعمال الفعاليات والمؤتمرات البرلمانية الإقليمية والدولية، ومن شأن عقد مثل هذه الاجتماعات أن تهيئ للعرب أيضاً فرصة التوافق حول إدراج بنود طارئة.
وفي هذا السياق، أشاد سعادته بتوجه البرلمانات العربية نحو الدعوة لسن تشريعات دولية تمنع ازدراء الأديان وتجرم الإساءة لمشاعر الملايين من البشر، مشيرا إلى ما يتضمنه جدول أعمال هذا المؤتمر في دعم طلب ادراج بند طارئ على جدول أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي المقدم باسم المجموعة البرلمانية العربية من مجلس الشورى في دولة قطر حول تجريم ازدراء الأديان.
وفي ختام كلمته ثمّن سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى الجهود التي بذلتها الدول العربية كافة في مساعدة وإغاثة سوريا وتركيا وشعبيهما الشقيقين جراء الزلازل المدمر الذي ضرب البلدين .. مؤملا أن يتوفق الجميع في تقديم الدعم الضروري لأشقائنا في العراق وفي فلسطين وفي بقية الدول العربية التي نسعى لضمان استقرارها.
وعلى هامش المؤتمر، التقى سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، سعادة السيد ابراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري.
جرى خلال اللقاء، استعراض علاقات التعاون بين مجلس الشورى والمجلس الشعبي الوطني الجزائري في المجال البرلماني، وسبل تعزيزها، فضلاً عن استعراض عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر.
حضر اللقاء سعادة الدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري، وسعادة السيد خالد بن أحمد العبيدان، عضوا مجلس الشورى، وسعادة السيد خالد بن حمد السليطي سفير دوبة قطر لدى العراق.
وصدر عن المؤتمر بيان ختامي أيّد فيه رؤساء البرلمانات والمجالس العربية طلب دولة قطر في ادراج موضوع تجريم ازدراء الأديان على جدول أعمال الاتحاد البرلماني الدولي. إذ تضمن البيان الذي أطلق عليه "إعلان بغداد" بنداً ينص على تأييد الاتحاد البرلماني العربي لإدراج بند طارئ على جدول أعمال الجمعية العامة 146 للاتحاد البرلماني الدولي المقدم من مجلس الشورى في دولة قطر الشقيقة، باسم المجموعة البرلمانية العربية، تحت عنوان: "تجريم ازدراء الأديان وانتهاك دور العبادة والمقدسات ونشر الكراهية بين الشعوب والدعوة إلى تعزيز قيم التعايش والتسامح والسلام والأمن الدوليين".
وأدان الاتّحاد البرلماني العربي في البيان الختامي اقدام المتطرفين على حرق نسخة من المصحف الشريف، واعتبره انتهاكاً صارخاً للمبادئ والمواثيق الحقوقية الدولية، فضلاً عن كونه استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين حول العالم، ناهيك عن استهدافه المتعمد للقيم الإسلامية المقدسة، وتغذية خطاب الكراهية والعنف، بذريعة حرية التعبير، بدلاً من تعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ العنف والتطرف وإقصاء الإنسان لأخيه الإنسان. وجدّد الاتحاد البرلماني العربي، دعوته لأعضاء البرلمانات الدولية والمنظمات الفاعلة لإصدار تشريعات لتجريم مثل هذه الأعمال وإدانتها جملةً وتفصيلاً، والعمل معاً على زيادة التنسيق والتعاون للارتقاء بالخطاب الإنساني المبني على المحبة والسلام، وقبول الآخر بغض النظر عن المعتقد أو العرق أو الدين، وعدم الخلط بين حرية الدين والمعتقدات، وحرية الرأي والتعبير.
وأكّد المؤتمرون في بيانهم الختامي أيضا على دعمهم وموقفهم التضامني مع جمهورية العراق الشقيق وضرورة توفير كل ما يلزم لتعزيز استقراره وسيادته ووحدة أراضيه، ووقوفهم الدائم والراسخ وبكل الإمكانات، إلى جانب الأشقاء العراقيين، كما جدّدوا موقفهم التضامني الداعم والراسخ، لكل جهد يصبّ في دعم القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، قضية فلسطين العربية.
وضم وفد مجلس الشورى المشارك في المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي كلاً من سعادة الدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري، وسعادة السيد ناصر بن سالمين السويدي، وسعادة السيد خالد بن أحمد العبيدان، وسعادة السيد أحمد بن هتمي الهتمي، أعضاء مجلس الشورى، وسعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة الأمين العام للمجلس.