رئيس مجلس الشورى يدعو إلى وقف فوري للعدوان على غزة ويؤكد موقف قطر في حل الدولتين

18 أبريل 2025




جدد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، التأكيد على الموقف الثابت لدولة قطر تجاه القضية الفلسطينية، داعيًا إلى وقف فوري وكامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، باعتباره الخطوة الأولى والضرورية لأي حل سياسي عادل وشامل. وشدد سعادته على أن استمرار المجازر واستهداف المدنيين وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة يجعل أي حوار سياسي بلا جدوى.

جاء ذلك خلال كلمة سعادته في الاجتماع الأول لمجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، الذي عُقد في مدينة إسطنبول اليوم، بحضور فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، وبمشاركة عدد من رؤساء البرلمانات وممثلي المجالس التشريعية.

وأكد سعادته أن الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات مأساوية، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء، وانهيار النظام الصحي، واستهداف البنية التحتية، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات تُرتكب تحت أنظار العالم، من قبل قوة احتلال لا تلتزم بالقانون الدولي ولا تنصاع لقرارات الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن مواقف الشجب والاستنكار لم تعد كافية، مطالبًا البرلمانات بالتحرك والضغط على المجتمع الدولي، ودفعه إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها، منوهًا بأن الطريق إلى السلام لا يتحقق إلا عبر حل الدولتين وفقًا لحدود 1967، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وفي ختام كلمته، أعرب سعادة رئيس مجلس الشورى عن دعم دولة قطر لإنشاء مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، متطلعًا إلى أن تكون هذه المجموعة بمثابة منصة فعالة للتنسيق والعمل المشترك، داعيًا إلى الانضمام إليها وتوسيع نشاطها. 

وقد أشاد سعادة رئيس مجلس الشورى في مستهل كلمته بالمواقف المشرّفة للجمهورية التركية، قيادةً وشعبًا، في دعم القضية الفلسطينية، مثمّنًا الدور الفاعل لمجلس الأمة التركي الكبير وجهوده في إبقاء هذه القضية حاضرة على الساحة البرلمانية الدولية، لا سيما من خلال تأسيس مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين.

وكان فخامة الرئيس التركي قد ألقى كلمة خلال الاجتماع أكد فيها على ضرورة اعتماد حل الدولتين كخيار أساسي وعادل لحل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن أي مبادرات أو مقترحات لا تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لا قيمة لها. كما ثمّن الدور المحوري الذي تقوم به دولة قطر، إلى جانب جمهورية مصر العربية، في قيادة جهود الوساطة والمفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وبدء عملية إعادة الإعمار.

وأكد فخامته أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الكرامة الإنسانية، وأن القضية الفلسطينية ليست حكرًا على المسلمين، منتقدًا تقاعس المجتمع الدولي، بما فيه المؤسسات الإعلامية والمنظمات الحقوقية، عن إدانة هذه الجرائم أو حتى الإشارة إليها.

يُذكر أن تأسيس مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين جاء بمبادرة من مجلس الأمة التركي الكبير، بهدف توحيد الجهود البرلمانية الدولية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتعزيز العمل المشترك للدفع باتجاه حل سياسي عادل قائم على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. 

وتهدف هذه المبادرة إلى إنشاء تجمع برلماني مؤثر يُعنى بتنسيق المواقف، ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إنهاء الاحتلال، ورفض الاستيطان، والحفاظ على الطابع الديني لمدينة القدس، إضافة إلى إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على أجندة المحافل البرلمانية الدولية.

وقد صدر عن الاجتماع إعلان مشترك شدد على الالتزام بحل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام، وتشجيع البرلمانات في جميع أنحاء العالم لدفع حكوماتها لاتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

كما أكد الإعلان أهمية توسيع المجموعة لتشمل برلمانات تدعم حقوق الشعب الفلسطيني، مع الدعوة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ورفض الاستيطان، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، وحماية الأماكن المقدسة في القدس، إلى جانب إنشاء صندوق دولي لدعم أيتام غزة وتوفير الرعاية الصحية للمصابين.

شارك في الاجتماع كل من، سعادة السيد بادي بن علي البادي، وسعادة المهندس أحمد بن هتمي الهتمي، وسعادة السيد محمد بن منصور الشهواني، وسعادة السيد يوسف بن أحمد السادة، أعضاء المجلس، وسعادة السيد نايف بن محمد آل محمود، الأمين العام للمجلس، وسعادة السيد عبدالعزيز بن محمد السادة، القنصل العام لدولة قطر في إسطنبول.

من جانب آخر اجتمع سعادة المهندس أحمد بن هتمي الهتمي، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية القطرية التركية بالمجلس، مع مجموعة الصداقة التركية القطرية في البرلمان التركي، برئاسة سعادة السيد خلوصي أكار، رئيس المجموعة، حيث تم استعراض سبل تعزيز العلاقات البرلمانية وآفاق التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين.