جدد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، دعوة دولة قطر لمعالجة جذور المشكلات التي تفضي للحروب والنزاعات والإرهاب والتطرف في منطقتنا العربية وفي كل أرجاء العالم، مؤكداً على إيمان دولة قطر بوحدة الأمة العربية "المجبولة على المروءة وحب الخير للجميع وما يحث عليه ديننا من فضائل وتآخ".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة رئيس مجلس الشورى، اليوم، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي، والمنعقد في القاهرة حالياً تحت عنوان " التضامن العربي".
وأشار سعادته إلى الجهود التي تبذلها دولة قطر في إصلاح ذات البين والتوسط بين الفرقاء والمتنازعين، سواءً بين الدول أو بين مكونات الدولة الواحدة.. كما لفت إلى المبادرات القطرية لتعليم الشباب والفتيات وتوفير برامج تشغيل الشباب في مناطق النزاع.
ونبه إلى ما تشهده دول عربية كثيرة من توترات وعدم استقرار، الأمر الذي أدى إلى الدعوة لهذا المؤتمر لإحياء التضامن والتعاضد العربي.. مضيفا "لقد تعرضت وحدتنا وتكاتفنا لهزات عنيفة، ووقعت خلافات بين دولنا وحكوماتنا حول مواقفنا من القضية الفلسطينية، وحول سبل تحقيق السلام مع الكيان الغاصب، ولا زلنا منذ سبعة عقود ضحايا لمكائد العدو المشترك ورعاته وحماته".
وفي هذا السياق، أشار سعادته الى الممارسات الاسرائيلية، بحق الفلسطينيين.. لافتاً إلى أن أوْلى قضية يجب أن تتجه إليها الأنظار هي قضية الأراضي العربية المحتلة، وضمان دعم الشعب الفلسطيني حتى يسترد حقه الكامل فوق أرضه وفق القرارات والقوانين والمواثيق الدولية واتفاقيات السلام العربية المقدمة عام 2002م.
وأكد سعادة رئيس مجلس الشورى أن تحقيق السلام العادل سيحقق الاستقرار للجميع، وسيسهم في انطلاق عجلة الإنتاج ويحقق النهضة.
وشدد على أهمية أن يظل التراث والدين والمصير المشترك "رباطاً يجمعنا ويقوي عضدنا".. مضيفاً "ومع أننا نؤمن أن الخلاف سُنة خالدة بين البشر، إلا أننا بتمسكنا بأواصر الوحدة والعزة والكرامة نتلاقى على ما يجمعنا لا على ما يفرقنا".
ولفت سعادته كذلك، إلى ما يعانيه الواقع العربي من مكائد ودسائس يحيكها أعداء الأمتين العربية والإسلامية، وما شهدته المنطقة وما تزال من حروب ونزاعات عدمية استباحت أرواح البشر التي كرمها الله.
وتابع " لقد أصبحت حرمات المسلم تُنتهك بسبب الفتن التي زرعها أعداؤنا وعلى رأسها الكيان المحتل الذي ما ترك شراً إلا وبثه ونشره في بلداننا".. مشدداً على أهمية التعاضد والتعاون وتنسيق الجهود من أجل دعم إخوتنا في خط المواجهة، مذكراً بالواجب تجاههم، ومحذراً من أن يتغلغل اليأس من طول انتظار النصر والفرج.
ونبه إلى ضرورة الاهتمام بالشعوب وتوفير الحياة الكريمة لهم وترتيب الأوضاع الداخلية، ومحاربة الفساد والظلم وتحقيق العدالة والمساواة، لضمان الأمن والاستقرار، والحذر من أعداء المنطقة العربية ومن مخططاتهم لخلق الفتن بين الدول.
وكان سعادة رئيس مجلس الشورى، قد توجه في مستهل كلمته بالشكر والتقدير لرئاسة وأمانة الاتحاد على التنظيم الجيد للمؤتمر، متمنياً أن يحقق النجاح في جمع الكلمة والخروج بنتائج تخدم جميع الدول وتعزز الإتلاف والتعاضد والوحدة.
وعلى هامش انعقاد المؤتمر، التقى سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، مع سعادة السيد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الوطني الشعبي الجزائري.
جرى خلال اللقاء، استعراض علاقات التعاون بين البلدين في المجال البرلماني، وسبل تعزيزها، فضلاً عن استعراض عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.