أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى على حرص دولة قطر على المساهمة الفاعلة في تعزيز الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لحفظ الأمن والسلم الدوليين، مشيرا إلى أن قطر تعتبر من الدول الكبرى المانحة للأمم المتحدة في هذا الشأن.
وأوضح سعادته في كلمة ألقاها أمام أعمال اجتماع الجمعية العامة الـ35 لبرلمان دول أمريكا اللاتينية والكاريبي بعد اختيار دولة قطر كعضو مراقب في هذا التجمع الإقليمي، أن دولة قطر تشارك في مجال محاربة الإرهاب بفاعلية في جهود الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وتتعاون مع الأجهزة المعنية بمحاربته ولا سيما مع مجلس الأمن واللجان المختصة.
ولفت سعادته إلى تأكيد دولة قطر على وجوب معالجة جذور الإرهاب وعدم ربطه بأي دين أو فكر أو حضارة مع الأخذ في الاعتبار حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وقال سعادة رئيس مجلس الشورى في كلمته إن دولة قطر أولت أهمية للوساطة لحل النزاعات وبذلت جهودا مخلصة لتحقيق السلام والتنمية في العديد من مناطق النزاعات وحققت نجاحات مهمة في العديد من النزاعات.
كما أشار إلى أن دولة قطر أطلقت عدة مبادرات إنسانية على الصعيد الدولي مثل مبادرة "حماية التعليم في مناطق النزاعات وانعدام الأمن" ومبادرة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، ومبادرة مؤسسة "صلتك" وهي مبادرة تعمل على توفير وتوسيع فرص التوظيف والأعمال للشباب في العالم العربي بأكمله، ومبادرة "علم طفلا" وهي مبادرة عالمية تهدف إلى تقليص أعداد الأطفال الذين فقدوا حقهم في التعليم.
وذكر سعادته أن دولة قطر شهدت تطورات اقتصادية وتنموية كبيرة بفضل ما تمتلكه من منظومة اقتصادية متكاملة ولما تتمتع به من إمكانات ضخمة ورؤية استثمارية حكيمة، وهي أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال بنسبة 32 بالمائة من الإنتاج العالمي للغاز.
وشدد على" أنه لكل هذه الإنجازات والمواقف حظيت دولة قطر بالثقة الدولية التي أهلتها لشرف استضافة مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي قبل شهرين في الدوحة والذي سعدنا بمشاركتكم بإيجابية في أعماله كما نالت قطر شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 كأول دولة شرق أوسطية تستضيف هذا الحدث العالمي الهام".
كما أكد سعادته أن مجلس الشورى في دولة قطر يقوم بجهود موازية مع أجهزة الدولة المختلفة لتحقيق وتعزيز العلاقات مع كافة المنظومات البرلمانية من أجل توحيد المساعي لسيادة القانون والأمن والسلم الدوليين وحفظ كرامة الإنسان وحقوقه إيمانا بأن سلامنا واستقرارنا جزء لا يتجزأ من الأمن والسلم الدوليين.
وفي معرض كلمته تحدث سعادة رئيس مجلس الشورى عن الحصار الجائر التي تتعرض له دولة قطر، وقال إن دولة قطر تعرضت ولا تزال منذ الخامس من يونيو عام 2017 لحصار جائر غير مشروع ولتدابير انفرادية اتخذتها ثلاث دول خليجية مجاورة هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية بذرائع باطلة وذلك على إثر قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية وبث بيان كاذب منسوب لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) وتقديم دعاوى واتهامات كاذبة كدعم دولة قطر للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية دون أن يتمكنوا من تقديم أدلة عليها ومن ثم تقديم مطالب من 13 بندا اعتبرتها دولة قطر والعديد من الدول بأنها غير مقبولة لانتهاكها سيادة الدولة.
وأضاف سعادته أن دول الحصار أعقبت اتهاماتها بسلسلة إجراءات أحادية بفرض الحصار جوا وبرا وبحرا وقطع كافة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وفرض قيود وإجراءات ضد المواطنين القطريين والمقيمين فيها منتهكة بذلك مواثيق حقوق الإنسان، وهي إجراءات أدانتها كافة الجهات المعنية بحماية حقوق الإنسان وكذلك محكمة العدل الدولية والتي أصدرت حكما برفض الشكوى التي رفعتها دولة الأمارات العربية المتحدة لمطالبة دولة قطر بسحب شكواها أمام لجنة مكافحة التمييز.
وأكد سعادته أنه وبفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة تجاوزت دولة قطر آثار هذه الاجراءات وتداعياتها، مبينا بالقول "إن ما يؤلمنا وما زال هو الآثار الإنسانية السلبية التي يعاني منها مواطنو دولة قطر ودول الخليج بسبب الحصار".. وثمن في هذا الإطار موقف اتحاد برلمان دول أمريكا اللاتينية والكاريبي وتفهمهم لموقف دولة قطر ورفضهم لهذا الحصار.
وشدد سعادة رئيس مجلس الشورى على أن دولة قطر تؤمن بأن حل الأزمة الخليجية يقوم على أساس الحوار ودون شروط مسبقة والاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
كما أكد أن دولة قطر تثمن جهود الوساطة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لحل هذه الأزمة.
وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد استهل كلمته في أعمال الجمعية العامة لاتحاد برلمان دول أمريكا اللاتينية والكاريبي بالشكر لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي وعلى دعوتهم لمجلس الشورى لحضور هذا اللقاء الهام وعلى استضافتهم وحسن استقبالهم لوفد مجلس الشورى وعلى الإعداد والتنظيم الجيد لهذه الجمعية.
كما نقل سعادته تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وحكومة وشعب دولة قطر لممثلي برلمانات دول أمريكا اللاتينية والكاريبي ومن خلالهم لدولهم وشعوبها.
كما أعرب عن تهنئته لسعادة السيد الياس كاستيلو رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي لحصوله على جائزة التقدير لخدمته في المجال البرلماني، معربا عن ثقته بأنه يستحق ذلك وأكثر باعتباره رجل الدبلوماسية واللباقة البرلمانية.
ونوه بمشاركة مجلس الشورى بدولة قطر في أعمال هذه الجمعية والالتقاء بممثلي برلمانات 23 دولة تمثل ثقلا سياسيا واقتصاديا هاما في ظل تنامي التكتلات والمحاور الإقليمية المتعددة.
وثمن في هذ الإطار انضمام دولة قطر كعضو مراقب لهذه الكتلة البرلمانية والتوقيع مع سعادة رئيس اتحاد برلمان دول أمريكا اللاتينية والكاريبي على اتفاق للتعاون بين برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي ومجلس الشورى القطري.
وأوضح" أنه ما يزيد الحماس لتعزيز التعاون هو ما يجمع بين بلداننا من قواسم مشتركة عديدة وما تمثله هذه الكتلة من أهمية إقليمية وعالمية لنا في دولة قطر وهو ما انعكس في وجود تمثيل دبلوماسي عالي بين دولة قطر والعديد من دول هذه الكتلة"، مشيرا إلى أن ما يربو على 14 دولة من أمريكا اللاتينية والكاريبي قامت بفتح سفاراتها في الدوحة ومثلها فتحت دولة قطر سفارات لها في دول أمريكا اللاتينية.
وقال إنه يضاف إلى ذلك ما تشهده العلاقات القطرية مع دول هذه الكتلة من نمو مطرد بفضل اهتمام وتوجهات القيادة القطرية وقيادة حكومات ورؤساء دول هذه الكتلة، والتي ازدادت متانة من خلال الزيارات المتبادلة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأصحاب الفخامة والسعادة رؤساء ومسؤولو دول أمريكا اللاتينية والكاريبية ومن خلال العشرات من الاتفاقيات الثنائية التي أبرمت في كافة المجالات في أعقاب هذه الزيارات.
وأضاف بأن ما يجمع بين دولة قطر ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي أيضا التقارب الثقافي ووجود شريحة كبيرة من أصول عربية في دول أمريكا اللاتينية، وحيث يتيح التنوع في اللغات والأديان والأنظمة السياسية والكثافة السكانية التي تقارب السبعمائة مليون نسمة في هذه الكتلة، فرصا للتبادل والتعاون التجاري والثقافي وبيئة واعدة للاستثمار في كافة القطاعات وأهمها قطاع الصناعات وتطوير الغاز والنفط والسياحة والرياضة والصحة.
وأشار إلى أنه من القواسم المشتركة التي يسعى الجانبان لتحقيقها سويا حفظ وتعزيز الأمن والسلم الدوليين ومحاربة الإرهاب والفقر والمرض والبطالة وتحقيق كرامة الإنسان وتعزيز احترام سيادة الدول وحسن الجوار.
وفي ختام كلمته جدد سعادة رئيس مجلس الشورى شكره لبرلمان دول أمريكا اللاتينية والكاريبي على دعوته لمجلس الشورى في دولة قطر لحضور الجمعية العامة، معربا عن تمنياته بالتوفيق لهذا الاجتماع ومزيد من التعاون بين الجانبين بما يحقق الخير والنفع لشعوبهما.
وقد غادر سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى والوفد المرافق له جمهورية بنما بعد ترؤسه وفد دولة قطر المشارك في أعمال اجتماع الجمعية العامة الـ35 لبرلمان دول أمريكا اللاتينية والكاريبي.