اختتم مجلس الشورى، اليوم، مشاركته في اجتماعات أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في دورتها السادسة والأربعين بعد المئة التي استضافتها البحرين خلال الفترة من 11 إلى 15 مارس الجاري.
وانعقدت أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة تحت شعار "تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة للجميع: محاربة التعصب"، وشهدت على مدار خمسة أيام مناقشات وجلسات للجمعية العامة للاتحاد، والمجلس الحاكم، ومختلف اللجان الدائمة والفرعية، كما شمل برنامج الدورة تنظيم عددا من ورش العمل والفعاليات المصاحبة، والاجتماعات التنسيقية بين المجموعات البرلمانية المختلفة.
وشارك في جلسات اليوم الأخير بما فيها الجلسة الختامية، سعادة الدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري، وسعادة السيد محمد بن مهدي الاحبابي، وسعادة السيد ناصر بن محسن بوكشيشة، وسعادة السيد أحمد بن هتمي الهتمي، وسعادة السيد عمير بن عبدالله النعيمي أعضاء مجلس الشورى، وسعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة الأمين العام للمجلس.
وتطرقت الجلسة الختامية للجمعية العامة للاتحاد، في مناقشاتها إلى المواضيع المدرجة على جدول أعمالها، وتضمنت اعتماد القرارات وتقارير اللجان الدائمة، والوثيقة الختامية. وتعهد المجتمعون بمحاربة عدم المساواة وحثوا على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 لتحقيق السلام والديمقراطية والتنمية المستدامة للجميع. وأكدوا على الحاجة إلى التعاون الدولي للتصدي للجرائم الإلكترونية ، وكذلك لحماية السلام والأمن والاستقرار الاقتصادي العالمي مع دعم حقوق الإنسان ، بما في ذلك حرية التعبير. واعتبروا الأفعال القائمة لى الكراهية وجميع أشكال العنف المرتبطة بالددين أو المعتقد أو رهاب الأجانب أو العنصرية أو التعصب ضد الفئات المهمشة جريمة بموجب القانون. ودعوا إلى تنظيم المنصات الرقمية ووسائل الإعلام الأخرى للحد من مخاطر خطاب الكراهية ومختلف أشكال المعلوماتالمضللة مع حماية الحق الأساسي في حرية التعبير كحصن للديمقراطية، وإلى حماية المواقع الثقافية بوصفها تعبيرا عن تراثنا المشترك، فضلا عن الأماكن المقدسة وأماكن العبادة والرموز الدينية بوصفها تعبيرا عن مختلف الأديان والمعتقدات.
وخلال أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي شارك وفد مجلس الشورى في مختلف الاجتماعات والجلسات. إذ شارك سعادة الدكتور سلطان بن حسن الدوسري، في اجتماعات اللجنة الدائمة للديمقراطية وحقوق الإنسان بالاتحاد، التي ناقشت الزخم البرلماني لمكافحة المعلومات المضللة والمحتوى البغيض والتمييزي في الفضاء الإلكتروني. وتدارست موضوع الإتجار في دور الأيتام ودور البرلمانات في التصدي له والحد من أضرار الاتجار بهذه الفئة.
وعقدت جلسات اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين برئاسة سعادة السيد محمد بن مهدي الأحبابي عضو مجلس الشورى، رئيس اللجنة، وأقرّت خلالها تقريرها الموجز عن أنشطة اللجنة المعتمدة في الدورة السابقة للجمعية العامة للاتحاد التي عُقدت في رواندا العام الماضي. وناقشت ضمن جدول أعمالها الهجمات الإلكترونية والجرائم الإلكترونية وما يترتب عليها من مخاطر جديدة على الأمن العالمي، واعتمدت قرارا بشأنها. كما ناقشت الاستعدادات للجمعيات العامة المقبلة، من خلال تقديم مقترحات للموضوعات والبنود التي يمكن أن تنظر فيها اللجنة. وفي نهاية اجتماعات هذه اللجنة، رفع الاحبابي من موقعه كرئيس للجنة تقريرا للجلسة العامة أحاطها فيه بالجهود الحثيثة التي بذلت لدراسة القرارا الخاص بالهجمات الإلكترونية، في ضوء الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية، وما يجب أن تتخذ من إجراءات لمنح الحماية للمواطنين عبر الانترنت. وبيّن أن مناقشات الأعضاء شملت قضايا الحاجة إلى تبادل المعلومات حول الجرائم الإلكترونية عبر البرلمانات، وتعزيز حماية المواطنين، ولاسيما الأكثر ضعفا، والبنى التحتية المدنية الحيوية، وكذلك التعبير عن اختلافات الرأي حول المفاهيم والمصطلحات التي يجب استخدامها. وأكد أن موضوع الجرائم والهجمات الإلكترونية كان ذا أهمية بالغة لجميع الأعضاء. وخلص التقرير إلى أن نتائج المناقشات والمفاوضات هي قرار متوازن يلسط الضوء على دور البرلمانات في توسيع الحماية للمواطنين في الفضاء السيبراني. كما يشدد على أن الجرائم الإلكترونية قد تشكل تهديدا خطيرا للعمليات الديمقراطية ويستدعي الحاجة إلى التعاون الدولي للتصدي إلى الجرائم الإلكترونية، وكذلك لحماية السلام والأمن والاستقرار الاقتصادي العالمي مع الحفاظ على المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان بما في ذلك حرية التعبير.
بدوره شارك سعادة السيد ناصر بن محسن بوكشيشة عضو المجلس، في اجتماعات اللجنة الدائمة لشؤون الأمم المتحدة التي استعرضت طرق وأساليب العمل الجديدة لها والتي تستهدف زيادة تركيز اللجنة على عدد من مسائل الإصلاح الرئيسية في الأمم المتحدة واستخدام جلساتها كفرص لحشد البرلمانيين لإحداث التغيير في الأمم المتحدة. وناقشت اللجنة تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما استعرضت نتائج الدراسة الاستقصائية للاتحاد البرلماني الدولي للعام 2022 لحوالي 40 برلمانا مشاركا في الاستعراضات الوطنية الطوعية لمنتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة، وقدمت عرضاً للدراسة الاستقصائية للعام 2023، التي ستشمل 42 برلمانا.
وبمشاركة سعادة المهندس أحمد بن هتمي الهتمي عضو مجلس الشورى بحثت اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة بالاتحاد البرلماني الدولي الجهود البرلمانية المطلوبة من أجل تحقيق الاستدامة البيئية. وفي هذا السياق ناقشت قرارا بشأن الجهود البرلمانية المبذولة لتحقيق رصيد كربون سلبي في الغابات، وبعد استعراض مشروع القرار المقترح والمذكرة التفسيرية التي أعدها المقررين، اعتمدته.
وكان الهتمي قد أبرز في مداخلة له في إحدى الجلسات، جهود دولة قطر في الحد من الانبعاثات الكربونية وفق خطط واضحة تبلورت في "استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي". ومن جهة أخرى، وعلى هامش أعمال الجمعية العامة الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي عقدت الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز أعمال مؤتمرها الثاني، بمشاركة الهتمي. واستعرض الاجتماع تقرير رئيس الشبكة، كما تناول مشروع قرار بشأن إنشاء فريق الدعم البرلماني التابع ل NAM الشبكة البرلمانية للمبادرات التي طرحتها رئاسة حركة عدم الانحياز لدعم الانتعاش العالمي بعد الوباء، ومشروع قرار بشأن منح مركز المراقب للمنظمات البرلمانية الدولية، ومشروع قرار بشأن تعديلات النظام الأساسي لطرائق عمل حركة عدم الانحياز.
كما شارك سعادة السيد عمير بن عبدالله النعيمي عضو مجلس الشورى في منتدى البرلمانيين الشباب الذي تناول تقييم مشاركة الشباب على المستويين الوطني والدولي في البرلمانات وآخر التطورات بشأنها، كما تم استعراض النجاحات التي تحققت إلى جانب التحديات التي تعوق عمل الشباب لاستخلاص الاستنتاجات وتقديم التوصيات بشأنها، فضلاً عن استعراض جهود الاتحاد البرلماني الدولي في دعم مشاركة الشباب وتفعيل دورهم. وتبادل أعضاء المنتدى وجهات النظر من منظور الشباب حول موضوع المناقشة للدورة الحالية للجمعية العامة للاتحاد بعنوان "التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة للجميع: محاربة التعصب"، بالإضافة إلى مشروعي القرارين حول الجرائم الإلكترونية والمخاطر الجديدة على الأمن والجهود البرلمانية في تخفيض الانبعاثات الكربونية.
وفي الإطار ذاته، شارك سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة الأمين العام لمجلس الشورى، في سلسلة اجتماعات جمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية بالاتحاد البرلماني الدولي، التي عُقدت يوميا ضمن جدول أعمال الجمعية العامة الـ 146 للاتحاد. وشهدت هذه الاجتماعات مناقشة عدة موضوعات متعلقة بعمل الأمانة العامة في البرلمانات والمجالس التشريعية، مع عرض ممارسات عدد من الدول، وبحث أفضل الممارسات من أجل البرلمانات الرقمية. كما تناولت مناقشة موضوعات مثل مشاركة المواطنين في عمل البرلمان، والبرلمانيون وتضارب المصالح، ودور البرلمانات في مكافحة المناخ.
وعلى هامش أعمال الجمعية العامة، اجتمع سعادة الأمين العام مع رئيس الاتحاد البرلماني الدولي وخلال الاجتماع، جرى خلال الاجتماع مناقشة علاقات التعاون البرلماني بين مجلس الشورى والاتحاد البرلماني وسبل تعزيزها، فضلاً عن استعراض عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، وتبادل وجهات النظر حولها.