عبّر سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، عن غضبه واستنكاره الشديدين للمجازر البشعة والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، واصفًا إياها بالجرائم التطهيرية والهمجية التي ترتكبها قوات الاحتلال وسط صمت مخزٍ، وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
جاء ذلك في كلمة سعادته التي ألقاها خلال ترؤسه للاجتماع الدوري السابع عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون، الذي استضافته الدوحة اليوم.
وانتقد سعادة رئيس مجلس الشورى، بعض الدول والمنظمات الحقوقية وادعائها حماية حقوق الإنسان، وإداناتها المتكررة للانتهاكات المزعومة في مناطق متفرقة حول العالم، في الوقت الذي تؤيد فيه اليوم الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الإنسانية في غزة.
ووصف سعادته موقف تلك الدولة بالموقف المخزي، منددًا بدعمها لقوات الاحتلال وتبرير جرائمها ومنحها الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من المجازر، بل وعرقلتها للقرارات الأممية الرامية إلى وقف إطلاق النار.
وناشد سعادته، برلمانات العالم للسعي لوقف سفك الدماء ورفض هذا العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني، داعيًا إياها إلى حث حكوماتها على اتخاذ خطوات عملية عاجلة لوقف هذا العدوان، وإرغام الكيان المحتل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة.
وضمن السياق ذاته، شدد سعادة رئيس مجلس الشورى، على ضرورة أن تدرك الدول الداعمة للكيان المحتل، أن دعمها يعمق من بغض المجتمع الحر للكيان المحتل والدول المناصرة له على حد سواء، كما أنه يؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.
وأشاد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، بجهود أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، التي لم تتوقف للحظة منذ بدء العدوان الأخير على غزة، مثمنًا سعيهم الدؤوب لوقف هذا العدوان الغاشم وفك الحصار عن غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الإغاثية وغيرها من الضروريات والخدمات الأساسية إلى سكانها.
وفي سياق آخر، أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، أن الاجتماع الدوري السابع عشر لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية يسعى منذ انطلاقه في الدوحة في عام 2007، إلى تحقيق التنسيق والتكامل بين المجالس التشريعية الخليجية، انطلاقًا من كونه آلية من آليات التكامل الخليجي، تسهم في تعزيز أجهزة مجلس التعاون الأخرى.
ونوه سعادته بالدور المهم الذي تلعبه المجالس التشريعية الخليجية في مسيرة العمل الخليجي المشترك، سعيًا لتحقيق تطلعات حكومات وشعوب المنطقة، عبر إسهامها في صياغة التشريعات ومتابعة تنفيذ مشاريع التكامل والوحدة، من خلال منظومات وآليات العمل المشترك، الأمر الذي كان له الأثر الواضح في تنفيذ المشاريع والخطط المشتركة.
وأشاد سعادة رئيس مجلس الشورى، بالأنظمة التشريعية في دول مجلس التعاون، والتي تلبي حاجات وطبيعة المجتمع الخليجي. وتابع سعادته قائلاً " على الرغم حداثتها مقارنة بتجارب عريقة مماثلة، إلا أنها أسهمت في ترسيخ مبدأ المشاركة الشعبية، وتحقيق الاستقرار والتنمية في شتى المجالات".
ولفت سعادته إلى أن الاجتماعات الدورية السابقة حققت العديد من الأهداف المهمة، وعلى وجه الخصوص إسهامها بفاعلية في الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون في سبيل زيادة الاستثمارات البينية المشتركة وتنويع الاقتصاد، ومكافحة التغيير المناخي، والتحول للطاقة النظيفة، مؤكدًا أن هناك المزيد من البرامج والمشاريع المشتركة والتي تحتاج للتعاون والتكاتف والجهد المشترك لتحقيقها.
وفي ختام كلمته، استذكر سعادته ما جاء في خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله ورعاه)، في افتتاح دور الانعقاد الخمسين لمجلس الشورى بضرورة الحفاظ على منظومة مجلس التعاون، حيث أكد سموه بقوله :"تحتم علاقات الأخوة والتاريخ والجغرافية المحافظة على مجلس التعاون والارتقاء بمؤسساته بما يتناسب مع طموحات شعوبنا".
وكان سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، قد رحب في مستهل كلمته بالمشاركين في الاجتماع، متطلعًا إلى أن يحقق الاجتماع غاياته المرجوة، وأن يخرج بنتائج وتوصيات تُحقق آمال وتطلعات شعوب ودول مجلس التعاون.
من جانبهم، أكد رؤساء المجالس التشريعية الخليجية في كلماتهم خلال الاجتماع، على ضرورة وحدة الصف الخليجي، وتعزيز عمل المجالس التشريعية لتحقيق ذلك الهدف، مشددين على ضرورة تعزيز العمل البرلماني الخليجي.
كما نددوا بالعدوان على غزة، مطالبين بضرورة وضع حد للانتهاكات وجرائم الإبادة التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومؤكدين على أهمية دور المجالس التشريعية في جهود وقف إطلاق النار وسفك الدماء، عبر العمل البرلماني المشترك وتوحيد المواقف والرؤى في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية.
وخلال الاجتماع، استعرض المجتمعون تقرير الاجتماع السابق، كما تم استعراض تقرير اللجنة البرلمانية الخليجية – الأوروبية، بجانب الاطلاع على نتائج اجتماع عضوات المجالس التشريعية الخليجية مع رئيسة وفد العلاقات مع شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي.
كما بحث الاجتماع، سبل تعزيز علاقات التعاون بين المجالس الخليجية وبرلمانات دول أمريكا اللاتينية، فضلاً عن استعراض عددٍ من الموضوعات المتعلقة بالعمل الخليجي المشترك، والتنسيق البرلماني بين دول مجلس التعاون في المحافل البرلمانية الدولية.