أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، التزام دولة قطر الراسخ بتعزيز العمل البرلماني المشترك بين دول آسيا، مشددًا على أهمية التعاون في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي الذي ينعكس إيجابيًا على شعوب القارة ويدعم الاستقرار الإقليمي.
وأشار سعادته في كلمته خلال افتتاح أعمال اجتماع اللجنة الدائمة للموازنة والتخطيط بالجمعية البرلمانية الآسيوية، الذي تستضيفه الدوحة، إلى أن قطر تؤمن بأهمية الحوار والتنسيق بين البرلمانات الآسيوية لمواجهة التحديات المشتركة وصياغة استراتيجيات تعاونية فعالة.
وأكد سعادة رئيس مجلس الشورى أن قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه"، تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز أواصر التعاون في كافة المجالات، مستذكرًا استضافة الدوحة للقمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي في أكتوبر الماضي، "والتي كانت خطوة بارزة في مسار تفعيل الحوار البنّاء وتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين دول القارة لتحقيق الأهداف المشتركة".
ولفت سعادته إلى أن استضافة الدوحة لهذه الاجتماعات تعد تجسيدًا لحرص قطر على لعب دور ريادي في تعزيز العمل البرلماني المشترك، لافتًا إلى أن هذه الاجتماعات تمثل محطة مهمة لطرح أفكار وحلول مبتكرة للتحديات المالية والتخطيطية التي تواجه الجمعية البرلمانية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المعقدة.
وأوضح سعادته أن التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة يتصدران الأولويات في المناقشات البرلمانية الآسيوية، مشيرًا إلى أن التحديات الكبيرة مثل الفقر والتغير المناخي تتطلب حلولًا شاملة وتعاونًا دوليًا متكاملًا.
وشدد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، على أن التعليم وتنمية القدرات البشرية يمثلان ركيزتين أساسيتين لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، تمكن المجتمعات الآسيوية من بناء أجيال قادرة على المساهمة في مستقبل مشرق ومستدام.
وأضاف سعادته أن تطوير البنية التحتية المشتركة يعزز الترابط بين الدول ويُسهم في تسهيل التبادل التجاري والتكنولوجي، مما يدعم نمو الاقتصاديات الآسيوية ويعزز فرص التعاون الإقليمي.
ولفت سعادته إلى أن دور البرلمانات لا يقتصر فقط على سن القوانين والتشريعات، بل يتجاوز ذلك ليشمل تحقيق التوازن بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بما يضمن استدامة الموارد وتحقيق تطلعات الشعوب نحو مستقبل مزدهر.
وفي ختام كلمته، أعرب سعادة رئيس مجلس الشورى عن أمله العميق في أن تثمر هذه الاجتماعات عن نتائج فعالة تتماشى مع حجم التحديات الراهنة وتلبي الطموحات المشتركة لدول آسيا، مشددًا على أهمية أن تكون مخرجات هذه النقاشات واقعية وقابلة للتنفيذ بما يساهم في تعزيز العمل البرلماني المشترك ويدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد سعادته أن هذه اللقاءات تمثل فرصة فريدة لتبادل الخبرات وتقديم رؤى استراتيجية مبتكرة، داعيًا المشاركين إلى الاستفادة القصوى من هذا التجمع لتعزيز الحوار وتوطيد العلاقات بين البرلمانات الآسيوية من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة وأمانًا لشعوب القارة.
وكان سعادته قد رحب في مستهل كلمته بالحضور الكريم، معربًا عن سعادته باستضافة هذا الجمع المتميز في دوحة الخير والعطاء، ومتمنيًا للمشاركين إقامة طيبة بين إخوانهم وأهلهم، بما يعزز من روح التعاون والتآخي بين الجميع ويسهم في خلق بيئة محفزة للنقاش وتبادل الأفكار البناءة.
ويشارك في اجتماعات اللجنة الدائمة للموازنة والتخطيط بالجمعية البرلمانية الآسيوية التي تستضيفها الدوحة وتستمر حتى يوم غدٍ الأربعاء وفود برلمانية من الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية الآسيوية.
وستناقش اجتماعات اللجنة موازنة الجمعية البرلمانية الآسيوية، فضلاً عن استعراض التقارير المتعلقة بعمل اللجنة، وآخر التطورات في عملها.
وعلى هامش أعمال الافتتاح، اجتمع سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، مع كل من تشيرنيشوف ألكسندروفيتش، نائب رئيس مجلس الدوما بالجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي، رئيس الوفد البرلماني الروسي في الاجتماع، وسعادة الدكتور محسن زنكانه عضو مجلس الشورى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، رئيس الوفد البرلماني الإيراني في الاجتماع، وذلك كل على حدة.
جرى خلال الاجتماعين استعراض علاقات التعاون البرلماني القائمة وسبل تعزيزها، فضلاً عن استعراض عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماع اللجنة.
حضر الجلسة الافتتاحية والاجتماعين، سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء المجلس، وسعادة الأمين العام للمجلس.