توجه سعادة المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب بجمهورية مصر العربية الشقيقة بخالص التهنئة لدولة قطر بمناسبة تنظيمها المبهر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 الذي يعد وسام فخر على صدور الجميع، ويؤكد أن الدول العربية تملك كافة مقومات إنجاح مثل هذه البطولات الكبرى.
وقال سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ في هذا السياق "بداية نحب أن نهنئ دولة قطر الشقيقة على هذا النجاح المبهر في تنظيم بطولة كأس العالم والذي يعد وسام فخر على صدر دولنا وشعوبنا العربية، كما أن هذه البطولة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الدول العربية تمتلك كافة مقومات النجاح في تنظيم المحافل العالمية الكبرى، فهنيئا لدولة قطر الشقيقة نجاحها في تنظيم تلك الفعالية العالمية الكبرى".
ووصف سعادة رئيس مجلس النواب المصري حملات التشويه التي تعرضت لها دولة قطر بـ"الممنهجة" وبأنها تعبر عن رغبة البعض في صم الآذان عن أي نجاح عربي، لافتا إلى أن مثل هذه الحملات لا يكون الرد عليها حقيقة إلا بالتحلي بالمزيد من الإرادة والعزم على تحقيق النجاح، والأخذ بأسبابه، وهو ما قامت به دولة قطر الشقيقة أثناء تنظيمها لهذه النسخة من كأس العالم.
ونبه سعادته إلى أن هذه الحملات مخالفة لجوهر منظومة العمل الدولي، والتي في الأساس تقوم على تعزيز مبادئ التعدد والتنوع والمشاركة بين جميع الدول، بما في ذلك تنظيم الفعاليات الدولية بهدف دعم بناء الجسور بين الشعوب، والتبادل الحضاري والثقافي.
وأوضح في هذا الخصوص أن المنحى القائم على توجيه النقد للدول العربية والدول النامية بشكل عام عند استضافتها للأحداث العالمية، يتعارض مع أهداف التعاون الدولي، ويحمل في طياته بذورا لزرع الشقاق بين الشعوب، مضيفا القول "ونحن في مصر نحث دائما الشركاء الدوليين على مراجعة أنفسهم وتجنب مثل تلك السلوكيات الهدامة".
وحول الأهمية التي تكتسبها هذه النسخة من كأس العالم، نوه سعادة المستشار جبالي بأن هذه النسخة من كأس العالم لها رمزية فريدة للعالم العربي، كونها أول نسخة تقام على أرض عربية، مؤكدا أن تنظيم قطر لكأس العالم يحمل حقيقة في طياته فرصة فريدة وهي تعريف جميع شعوب العالم بالثقافة العربية العريقة، وإزالة أي صور مغلوطة عن العرب، ورأى في هذا السياق أن هذه النسخة من كأس العالم ستكون نقطة فارقة في سبيل التعريف الصحيح بالقيم والحضارة العربية العريقة، كما أنها تأتي في ظل أزمات تضرب النظام الدولي، ما يجعلها تسهم في خفض حجم الصراعات الحضارية بين الشرق والغرب، وما بين الشمال والجنوب، وهي بهذا تعزز من مساعينا لإيجاد مساحة مشتركة لمختلف القوى لإقليمية والعالمية على أرض عربية.
ووصف سعادة رئيس مجلس النواب المصري العلاقات المصرية – القطرية بـ"التاريخية"، وبأنها تشهد حاليا زخما إيجابيا على كافة الأصعدة، مضيفا "إن العلاقات المصرية – القطرية الآن في طريقها الصحيح الذي يجب أن تكون فيه، وهناك إرادة صادقة من القيادتين في مصر وقطر لدفع تلك العلاقات إلى آفاق أرحب تتلاءم مع ما يجب أن تكون عليه العلاقات بين البلدين الشقيقين".
وأكد سعادته من جهة أخرى أن العلاقات البرلمانية المصرية القطرية تستند إلى مبادئ الإخاء والعروبة والتكامل، وقال إنها انعكاس حقيقي لعلاقات الإخاء بين الشعبين المصري والقطري "وهذا ما نسعى إليه الآن من خلال تعزيز أطر التعاون البرلماني المصري القطري، وهو ما كان محور مباحثاتي مع أخي رئيس مجلس الشورى القطري".
واستعرض سعادة الدكتور جبالي في حواره مع /قنا/ الموضوعات والملفات التي ناقشها مع سعادة رئيس مجلس الشورى، وقال في هذا الصدد "ناقشنا مع سعادة الأخ العزيز حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى القطري سبل تعزيز العلاقات المصرية القطرية على كافة الأصعدة والمستويات، خاصة على الصعيد البرلماني، وأنه لتفعيل الإطار المؤسسي للتعاون البرلماني المصري القطري قمنا بتوقيع بروتوكول تعاون بين مجلس النواب المصري ومجلس الشورى القطري، يتضمن العديد من الأطر والآليات لتعزيز التعاون البرلماني المصري القطري، وكذا التنسيق بين المجلسين في كافة المحافل الدولية والإقليمية تجاه القضايا محل الاهتمام المشترك".
وفي إجابة على كيفية تعزيز آليات تنسيق المواقف في الاجتماعات البرلمانية والدولية، أشار سعادته إلى أن العالم يمر في الوقت الراهن بالعديد من التحديات الدولية شديدة الخطورة "وهو ما يلزمنا كعرب أن نتكاتف وأن نقف كالبنيان المرصوص يشد بعضنا بعضا"، مبينا أنه في الآونة الأخيرة تزايدت أهمية الدبلوماسية البرلمانية كآلية فعالة للمساهمة في مواجهة التحديات الدولية المذكورة، ما يستوجب في هذا الإطار تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية العربية.
وقال إنه على المستوى الثنائي المصري القطري تم الاتفاق على العديد من الأطر لتبادل وصياغة الرؤى المشتركة حيال القضايا محل الاهتمام المشترك في المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية.
وردا على سؤال آخر يتعلق بإمكانية وضع رؤية عربية موحدة للبرلمانيين وأعضاء المجالس التشريعية للدفع بالعمل العربي المشترك وتجاوز التحديات الراهنة قال سعادة رئيس مجلس النواب بجمهورية مصر العربية "البرلمانيون هم ممثلو الشعوب ومنابرهم الحرة، لذا هناك أهمية حثيثة لدورهم في التعرض للقضايا العربية الملحة، ومن هنا لا بد للبرلمانات العربية أن تدفع العمل البرلماني العربي المشترك صوب توحيد الرؤى تجاه القضايا العربية".
وقال في هذا الصدد إن هناك بالفعل جهودا دؤوبة للبرلمانات العربية والمنظمات البرلمانية العربية في المحافل البرلمانية الدولية، مثل الاتحاد البرلماني الدولي، مشيرا إلى أن المجموعة البرلمانية العربية بالاتحاد البرلماني الدولي تقوم بدور نشط وفعال دفاعا عن القضايا العربية، لكنه رأى أن هناك حاجة لمزيد من التنسيق البرلماني العربي حتى يكون صوت الشعوب العربية مسموعا في المحافل الدولية، مؤكدا أن إيجاد رؤية برلمانية عربية موحدة هو هدف يتطلع إليه الجميع.
وأعرب عن تقديره التام لما تحظى به الجالية المصرية في قطر من اهتمام مقدر من قبل السلطات القطرية، مبينا أن هناك تفاهما متبادلا بين البلدين الشقيقين إزاء كافة القضايا المتعلقة بوضع الجالية المصرية في قطر، من أجل تعزيز أواصر الود والاحترام والإخاء بين الشعبين الشقيقين على كافة المستويات.
كما عبر سعادته عن بالغ تقديره واعتزازه لوجوده في قطر الشقيقة، معربا كذلك عن الفخر بما وصلت إليه دولة قطر في تنظيمها لهذه النسخة من كأس العالم "التي نعتز بها كعرب جميعا".
وأكد مجددا أن المباحثات التي أجراها اليوم مع سعادة رئيس مجلس الشورى كانت مثمرة لتعزيز ودفع العلاقات الثنائية المصرية – القطرية، وبما يحقق صالح الشعبين الشقيقين.
ووجه في نهاية الحوار رسالة مفادها أن المنطقة العربية والشعوب الإسلامية تمر خلال المرحلة الراهنة بلحظة تاريخية غير مسبوقة تتضمن تحديات غير نمطية، ما يستلزم من الجميع العمل الجماعي نحو إيجاد رؤية مشتركة لمواجهة تلك التحديات والخروج من هذا المنعطف التاريخي بصورة أفضل، وبما يتوافق مع تطلعات المنطقة العربية والإسلامية "وقال إن هذا الأمر ضروري وحيوي جدا من أجل الأجيال القادمة "التي تعتمد علينا في صناعة مستقبل باهر ومزدهر يزخر بالأمل والإنجازات والعلم والبناء والتنمية".